تسلم وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب من سفيرة سويسرا في لبنان مونيكا شموتز كيرغوز، مفاتيح 19 مدرسة وثانوية رسمية تضررت من انفجار مرفأ بيروت، في حفل أقيم في ثانوية لور مغيزل الرسمية للبنات في الأشرفية، بحضور مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بوتنزا فارينا، ممثِّلين عن الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون ومنظمة اليونيسف، المدير العام للتربية فادي يرق، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، المستشار الإعلامي ألبير شمعون، المحامي فادي مغيزل، المسؤولة عن الوحدة الهندسية مايا سماحة، مديرة الثانوية جومانا قاعي وفريق عمل الثانوية والوكالة السويسرية واليونسكو واليونيسف وتربويين.
بعد النشيدين الوطني والسويسري، أشارت السفيرة السويسرية الى أن بلادها “أعادت تأهيل 19 مدرسة رسمية بشكل مباشر، مما سيسمح لأكثر من 7000 طفل بالعودة إلى المدرسة في بيئة آمنة وصحية”، موضحة أن “هذا المشروع الذي تم تنفيذه ذاتيا، والذي من خلاله قدمت سفارة سويسرا الأعمال مباشرة إلى المهندسين المعماريين وشركات البناء المحلية، أتاح إعادة تأهيل سريعة وفعالة. وتم تسليم معظم المدارس من الناحية الفنية إلى وزارة التربية والتعليم العالي بحلول نهاية عام 2020”.
ولفتت الى أن “عددا قليلا من المدارس المتضررة بشدة احتاج إلى أسابيع أخرى لإصلاحها، ومن بينها ثانوية لور مغيزل التي تستضيف حفل التسليم. وتم استبدال النوافذ والأبواب، بالإضافة إلى الأعمال الإنشائية في الواجهة والملعب المتضررين. كما تم ترميم العديد من التشققات في الجدران والسقوف وطلاء المدرسة بالكامل. وعززت أعمال التحسين الإضافية من سلامة وجودة بيئة التعلم عبر إعادة تأهيل المرافق الصحية، وتحسين أمن شبكة الكهرباء، واستبدال المصابيح بمنتجات موفرة للطاقة، والعزل المائي للأسقف، وما إلى ذلك”.
وذكرت أن “دعوة تلاميذ المدارس للمشاركة في هذا المشروع أتاحت لهم المشاركة في الأنشطة الفنية والبيئية والمساهمة في تجديد وجه مدرستهم”، لافتة الى أن “التلاميذ رسموا لوحة جدارية على الجدران المؤدية إلى المسرح، بالتعاون مع فنانة لبنانية”.
وختمت: “إن الإحتفال بترميم المدارس الذي يقام في مدرسة لور مغيزل للبنات له رمزيته القوية بالنسبة إلي، إذ ان هذه المحامية اللبنانية تقف خلف العديد من الإصلاحات التشريعية لصالح حقوق المرأة، وآمل ان تشكل مسيرتها الوحي والامل للفتيات للنضال في سبيل قناعاتهم والإسهام في بناء مستقبل حيث يستطيع كل إنسان العيش بسلام وكرامة”.
أما وزير التربية فقال: “ينتابني شعور بالفخر والاعتزاز وأنا أقف بينكم في الغالية الأشرفية لنحتفل معا بإنجاز ترميم 19 مدرسة وثانوية رسمية، وتأهليلها. كم جميل أن نجد سويسرا الغرب تؤازر سويسرا الشرق، بعد الإنفجار الآثم الذي دمر أجزاء واسعة من مدينة بيروت، وأوقع مئات الضحايا الأبرياء، وشرد ألوف العائلات، وعطل الإقتصاد، وأقفل المدارس والجامعات. نعم، سويسرا كانت أول المبادرين إلى ترميم المدارس والثانويات الرسمية اللبنانية، فأعادتها إلى دورها التربوي والإجتماعي والوطني”.
وأضاف: “شكرا لسعادة السفيرة وللوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، شكرا لباقي الأصدقاء والمانحين الذين بادروا إلى ترميم المدارس والثانويات وتأهيلها من خلال منظمة اليونيسكو التي تتولى تنسيق هذه المساعدات، شكرا لمكتب اليونيسكو الإقليمي”.
وتابع: “ها نحن هنا في هذه الثانوية التي تحمل اسم سيدة فاضلة كعربون وفاء من المجتمع لهذه الطليعية التي بذلت عمرها لإنجاح مسيرة حقوق المرأة والتي آمنت بالتربية سبيلا إلى التنمية المجتمعية المستدامة. إنها الأستاذة الجليلة الراحلة لور نصر مغيزل (1929-1997)، هذه الفاضلة التي نذرت حياتها لخدمة الأجيال، على مدى أكثر من أربعين عاما، يكلأ أبناءها بكل أطيافهم بعنايتها، وتشملهم برعايتها، وتحوطهم بعطفها وحنانها، وتزرع في نفوسهم حب العلم والمعرفة والوطنية، وتجهد في تعزير حقوق المرأة في لبنان والمشرق والعالم. الأستاذة لور مغيزل جديرة بكل الإكبار والتكريم، خصوصا وقد فاح عطر حضورها التربوي والإعلامي والحقوقي في ضمير الأجيال والأبناء وأثمرت ندى وجنى وأمل وفادي وناجي في خدمة المجتمع، الوطني والدولي”.
وختم: “أود أن أنتهز هذه المناسبة، وأنا في نهاية عهدي في وزارة التربية والتعليم العالي، لأعلن أمام هذا الحشد من أهل الدبلوماسية والتنمية والعلم والإعلام، أن العائلة التربوية الموحدة رفعت الصوت عاليا لتأمين تلقيح المدرسين والتلامذة كأولوية وطنية، وكذلك لتأمين إجراء فحوص الـ PCR والـ Rapid Test المجانية للمدرسين والتلامذة لعودة المدارس، الرسمية والخاصة، إلى التعلم المدمج، وتأهيل تلامذتنا للامتحانات الرسمية”.
بدورها، قالت مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي: “إن التربية ستكون في قلب كل الجهود المخصصة لإعادة البناء”، مشيرة إلى ان “إعادة بناء المدارس ليست فقط بناء الحجر وإصلاح النوافذ والأبواب، بل هي قبل كل شيء عودة الإستقرار إلى نفوس الأولاد وتأكيد استمرارية التعليم، ومنحهم الأمل بالأيام المقبلة، وهذا الأمر مكرس في مقارباتنا للقيام بما هو افضل”.
أضافت: “الإستجابة للأزمة على المدى القصير ليست كافية، إذ نحتاج إلى رؤية للحلول على المدى البعيد، من اجل إعطاء المتعلمين الأمل بالمستقبل وتزويدهم بالمهارات لإعادة بناء حياتهم وتحقيق طموحاتهم”.
وتابعت: “الأزمة المالية ثقيلة وقاسية على النظام التربوي، لكننا هنا لأننا نؤمن بأن التربية أداة تغيير ويمكنها بالتالي كسر حلقة السلبية. لذا، فلنعمل على ان تكون التربية أولوية، بتعاوننا المتين وشراكتنا في توفير مصادر التمويل، وعدم ترك اي ولد خارج التربية، منطلقين من روحية اليونسكو التي أعلن عنها في بيروت، والهادفة إلى تحريك الدعم المحلي والدولي لبيروت”.
وشرحت المسؤولة عن فريق الترميم المراحل التي قطعتها عملية الإعمار، وعرضت صورا للمباني قبل الترميم وبعده، مركزة على الأعمال الإضافية والمساحات التي أضيفت لتشكل فسحات للأنشطة واللعب والدراسة.