Site icon IMLebanon

صيدا: خزّانات المحطات تنبض بـ”البنزين” فور صدور التسعيرة الرسمية

كتب محمد دهشة في صحيفة نداء الوطن:

سكب الدولار نار غلائه على البنزين، حارقاً ما تبقّى من أموال لبنانية في جيوب المواطنين. وفي خضمّ الأزمة الاقتصادية والضائقة المعيشية الخانقة، عادت طوابير السيارات للانتظار على أبواب محطات الوقود، يسابق أصحابها الارتفاع قبل ساعات على تطبيقه بعد الصدمة من قيمة الزيادة والفوضى في وضع الجدول الاسبوعي.

وصبّ سائق الأجرة الخمسيني “ابو علي” جام غضبه على ساعة الانتظار لملء خزّان سيارته، قائلاً: “لقد خسرت توصيلة محرزة الى بيروت، انتظرها كل أسبوع بفارغ الصبر كي تعوّض علي يوميتي التي باتت تذهب بين البنزين والتصليح وتغيير الزيت والفرامل وسواها، اننا نأكل من لحمنا الحيّ ومن ثمن سياراتنا ولا أحد يسأل عنّا، واذا رفعنا التعرفة تقوم الدنيا ولا تقعد فيما لامس سعر الصفيحة الاربعين الف ليرة لبنانية”.

واللافت انه ما إن صدرت التسعيرة الرسمية عن وزارة الطاقة حتى امتلأت خزّانات المحطات ونبضت بالحياة وبدأت بتعبئة سيارات المواطنين، وكأنّه لم يكن هناك أزمة، في اشارة واضحة الى تخزين المادة بهدف الربح الوفير، والذي يقدر بالملايين بعد ارتفاع صفيحة البنزين 4200 ليرة لبنانية، وسط توقّعات بأن ترتفع كل اسبوع لتصل الى نحو 55 الف ليرة لبنانية، فيما ساهم ايضا بالانفراج بدء مصفاة الزهراني تسليم اكثر من مليوني ليتر من البنزين من حصة الجيش اللبناني الذي أعلن تأمينها من احتياطي مخزونه من المحروقات في المصفاة لتوزيعها على المحطات في الجنوب وتأمين احتياجات المواطنين، ما يعني بدء الانفراج في الازمة التي أرهقتهم، في وقت تسلّم فيه المصفاة أيضا الكميات الاسبوعية من الديزل يومي الأربعاء والخميس أسبوعياً.

وما تكاد تنتهي أزمة حتى تبدأ أخرى مع الصيادلة الذين قرّروا الاقفال اليوم من اجل المطالبة بتوفير الدولار لزيادة كميات الادوية بعد فقدانها أو شحّها وارتفاع اسعارها مقابل 15% من ثمنها، ناهيك عن “تسويد الوجه” مع المرضى من الزبائن وكأنّهم يحتكرونها.

واوضح الصيدلي الصيداوي هاني الجردلي لـ”نداء الوطن” أنّ غالبية الصيدليات ستلتزم بالاقفال، على أمل أن تحقّق مطالبها، مشيراً الى أنّ القطاع يتراجع كلّ يوم وقد اقفلت صيدليات كثيرة لانها لم تعد قادرة على الصمود ازاء الازمات المتلاحقة: فقدان كميات الادوية، شحّ بالتسليم من الوكلاء الذين يعانون بدورهم من قلّة الاستيراد نتيجة تراجع الدعم وارتفاع سعر الدولار على حساب تأمين 15% من كلفته، والاهم من ذلك أنّ انتاج الصيدلي بقي على حاله أو تراجع، بينما كلفة مصاريف التشغيل ارتفعت ارتباطاً بالغلاء المعيشي والدولار.

وانعكس ارتفاع الدولار مزيداً من الفوضى في حركتي البيع والشراء، ودفع بعض محال بيع المواد الغذائية ومحال تجارية مختلفة الى إغلاق أبوابها أو التقنين، فيما حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات صاخبة. وقال الناشط ماجد سويد:”طار الملقّ”، بينما كتبت الناشطة زهرة ارقدان “الدولار عالي يساوي المسؤول واطي”، والشيخ حذيفة الملاح “كل كلام لا يحاكي اوجاع الناس ولا يخفف من معاناتهم في تأمين عيالهم لا وزن له ولا قيمة.. الجوع كافر”، والمعلّمة سارة عفارة “يعني الحمد لله الصعب راح هلأ إجا المستحيل”، والناشطة هبة أبو عقد “كان الحلم نشتري بيتاً، صار الان غالون زيت”، ووليد عبد الغني “كنا نحلم يفتح المطار، صرنا نحلم يفتح الطريق على المطار، هالقد عم تصغر أحلامنا بهذا البلد”.