بين مضمون اللقاء 17 بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري والمواقف الخارجية المستعجلة والضاغطة والملوّحة بعقوبات على المعرقلين، وفي ضوء ضغط الشارع والارتفاع الجنوني في سعر الدولار، لاحت في الافق آمال كبيرة في امكان ولادة الحكومة قريباً. وذهبت اوساط مطلعة الى التأكيد انّ هذا التطور المفاجىء على صعيد الاستحقاق الحكومي مردّه الى عوامل خارجية معطوفة على العوامل الداخلية بدأت تضغط في اتجاه إنجازه، خصوصاً انّ ما احتوته كلمة عون الى اللبنانيين ورد الحريري عليها من عبارات سلبية لم تخف حقيقة تلقّفهما ضمناً الاشارات الخارجية والداخلية الضاغطة لتأليف الحكومة بعدما بلغت البلاد حافة الانفجار، ولذلك سينقعد اللقاء الثامن عشر بينهما الاثنين المقبل بِنيّة التأليف.
علمت “الجمهورية” انّ الحريري وصل الى بعبدا بإيجابية في الشكل اولاً، وتحدث بلغة هادئة وضعت حداً للتوتر الذي رافق حرب البيانات بينه وبين رئاسة الجمهورية أمس الأول.
كذلك علمت “الجمهورية” انّ رئيس الجمهورية كان مستمعاً لفترة طويلة من الوقت خلال الاجتماع مع الحريري الذي كان اكثر من هادئ وبكل لياقة شرح بإسهاب، لا بل استفاض في الحديث عن طرحه الحكومي خلال الفترة السابقة.
ثم تحدث عون قائلاً: “انا رئيس الجمهورية ومعني في الدستور بكل الحكومة وليس بجزء منها، بمعنى ان تأتيني يا دولة الرئيس بتصوّر كامل للحقائب والمذاهب والجهة التي تسمي الوزراء الاختصاصيين، هكذا تشكّل الحكومة”.
وخلال مناقشة هادئة للورقة التي كان الحريري قد سلّمها لعون، تبين ان الرئيس المكلف ليس لديه اسماء الوزراء المقترحين من «حزب الله»، فقال عون: «بدّي تصوّر أشمل، وان تكون الحكومة المقترحة مستوفية الشروط الميثاقية والاختصاصية. وبما ان “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” وهما التكتلان النيابيان الأكبر لدى المسيحيين، غير مشاركين، فأنا مضطرّ ان أسمّي الوزراء المسيحيين لتأمين الميثاقية”.