كتب سمير سكاف في “اللواء”:
هل فقد بعض اللبنانيين إيمانهم بالله وبأنفسهم حتى أصبحوا يلدغون من الحجر مرات ومرات (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)؟ هل أصبح عقل بعضهم «مخرب» حتى يجربون المجرَّب من جديد؟!فالحقيقة أن اللبنانيين في جهنم لأن زعماء وأحزاب السلطة حوّلوا لبنان الى جهنم! ما يهم اليوم هو واقع الحال. وهو نتيجة كارثية لأداء كارثي، انطلاقاً من أداء رئيس الجمهورية وصولاً الى أداء رؤساء الحكومة المتعاقبين وأداء رئيس مجلس النواب! الكارثة قد وقعت ولا يهم ما اذا اتفقوا أو استمروا على خلافاتهم! فالعبرة في تغييرهم. لأن النتيجة اليوم أن سعر صرف الدولار والغلاء «جننو» اللبنانيين! فأصبح الجميع في «عصفورية» ستشهد على فقدان العقل والتعقل لدى معظم اللبنانيين! ومن تسبب بهذه الكارثة وهذه الجريمة غير مؤهل لا لقيادة سفينة الحل ولا حتى في التواجد عليها!
من هو السيىء ومن هو الأسوأ؟
إن الرؤساء والزعماء وأحزاب السلطة التي يرأسونها هم مسؤولون مباشرة عن أكبر جريمة مالية بتاريخ البشرية، بالإضافة الى كونهم مسؤولين عن جريمة تفجير العصر بتفجير بيروت وقتل أهلها! فهم نهبوا وسمحوا بنهب أموال وأرزاق الناس وودائع الناس في المصارف، مع مدراء هذه المصارف وحاكم مصرف لبنان. وهم ساهموا مباشرة أو بالإهمال الجرمي بقتل اللبنانيين في بيروت! وبالتالي لا يحتاج اللبنانيون أن يختاروا بين السيء والأسوأ! ولا يهم اللبنانيون تحديد من هو الأسوأ! فالأسوأ هو المستقبل القاتم للّبنانيين الذي يقودهم إليه قادة قطار جهنم. وعلى اللبنانيين أن يرفضوا الاغتيال الجماعي وأن يتجنبوا الانتحار الجماعي. ولا يكون ذلك إلا باستعادة ثقة المجتمع المحلي والعربي والدولي، وبالتخلص من هذه السلطة الفاسدة عبر إعادة إنتاج السلطة بالطرق الدستورية أو بتغيير قد تفرضه الثورة في الشارع. وقد تكون الفوضى هي الأسرع من كل شيء! وهل يتمكن عندها الجيش الذي «يفتقر» باضمحلال «معاشات عناصره وضباطه من الحد منها، إذا ما رفض المساهمة بها؟! إن النزول الى الشارع والتعبير الحاشد هو متنفس الحرية الذي قد يسهم بالوصول الى الحق. «تعرفون الحق. والحق يحرركم!
لا عون ولا الحريري ولا الآخرين!
كلن يعني كلن. لا عون ولا الحريري ولا الحلفاء ولا الخصوم من أحزاب السلطة! ولا سلاح خارج سلاح الجيش، ولا قضاء تحت سلطة الزعماء، ولا حاكم لمصرف لبنان ينفذ رغبات السلطة! بل حكومة مستقلة بالكامل ومجلس نيابي جديد ورئيس جمهورية جديد وجيش لبناني واحد وقوي يحمي الشعب على حساب النظام (وليس العكس) وقضاء مستقل وحاكمية شفافة لمصرف لبنان ونظام مصرفي نزيه في دولة مدنية تؤمن العدالة الاجتماعية. هذه هي أبرز الخطوات لبناء إطار ومؤسسات الدولة الحديثة التي يحلم بها اللبنانيون! وإلا فعلى الدنيا السلام! والإقامة الجبرية في جهنم ستطول لسنوات، أو حتى لعقود طويلة!