IMLebanon

وردة وابتسامة للأمهات اللواتي تلقّين اللقاح في “زحلة الحكومي”

كتبت لوسي بارسخيان في “نداء الوطن”:

كانت الأجواء مختلفة صباح أمس في قسم اللقاح ضدّ فيروس “كورونا” في مستشفى الياس الهراوي الحكومي في زحلة. فوسط الضغوطات التي يعيشها معظم الطاقم التمريضي والإداري لتأمين حسن سير عملية التلقيح، والتي تستهدف يومياً نحو 300 الى 400 مسنّ في مستشفى زحلة، بالإضافة الى العاملين في القطاع التمريضي، بادرت إدارة المستشفى بلفتة إنسانية مؤثرة توجهت للأمهات المسنّات قبل يومين من عيدهن، من خلال تقديم وردة لكل أمّ تلقت اللقاح ضدّ الوباء، مع رسالة حملت عبارات التقدير والحرص على وجودهن أصحاء، مترافقة مع أجواء موسيقية تمجّد الأم في عيدها، ومشاهد بثّت عبر تقنية الـ PROJECTION تعكس أهمية الأمّ في حياة كل إنسان.

المبادرة كما شرحت عضو مجلس إدارة المستشفى كريستين سبانخ “أردناها لفتة تخفّف من الضغط الذي يعيشه الكل في البلد، في ظل الوضع الإقتصادي وانتشار الوباء العالمي، الأمر الذي يجعلنا نشعر بوجع الأمهات وما يعانينه من يأس”.

وردة ورسالة إذاً رطّبتا أجواء المستشفى بالنسبة للأمهات، فأمّنت لهنّ جرعة معنويات تضاف الى جرعة مكافحة “كورونا”، لتخرج كلّ منهن بعد تلقيها اللقاح مع إبتسامة مرسومة على الشفاه. ومما جاء في الرسالة: “الأم ليست يوماً ولا شهراً ولا سنة، هي كل العمر هي معنى الحياة وهي بإختصار أجمل عطر، الله يطوّل بعمر كلّ الأمهات”.

أما الرسالة الإجتماعية التي حملتها المبادرة، فهي ضرورة السعي لتلقيح كلّ كبار السنّ، فهؤلاء بركة مجتمعاتنا والرابط الذي يحافظ على العائلات ويحميها من التفكك.

لم يسبق لكبار السنّ أن شعروا بضعفهم يوماً بقدر ما يعيشونه اليوم. هو شعور ربّما يلفّ كبار السنّ أينما وجدوا في العالم. إلا أنّ ما يضاعفه في لبنان هو ما يعانيه اللبنانيون عموماً من ضيق إقتصادي، يترك كبار السنّ خصوصاً من دون تلك المظلة التي إجتهدوا في شبابهم كي يؤمّنوها للمراحل الأخيرة من حياتهم.

ومع ذلك، يمكن إستخلاص الصور الجميلة من صعوبة المرحلة وقساوتها. أكثر ما يمكن أن يمسّ الوجدان منها، هو مشهد الأبناء في تحوّلهم رعاة لوالديهم. فهم من يتحمّلون مسؤولية تجنيب كبارهم إلتقاط العدوى، وهم من يسعون لتسجيلهم على منصّات التلقيح، ويتابعون طلباتهم ويحدّدون لهم أقرب المواعيد، وهم من يرافقونهم الى المستشفى، وهم من انفرجت أساريرهم مع أول جرعة تحصين لكبارهم. أما العاملون في أقسام التلقيح فهم على تماس مباشر مع هذه الحالة الإنسانية. ومن هنا أهمية اللفتة التي بادر اليها مستشفى الياس الهراوي الحكومي في زحلة تجاه الأمهات. وهي جاءت تعبيراً عن إحتضان إجتماعي لكبار السنّ، يضاف الى الحضانة غير المسبوقة لهم من قبل أبنائهم.