بعد أكثر من 10 سنوات على اندلاع الحرب السورية، يمكن للبنان الحديث عن نجاحه في الحفاظ على السلم الأهلي، ولكنه تعرض لمخاطر عدة أوصلته إلى انهيار اجتماعي غير مسبوق، وإلى عقدة سياسة تسعى فرنسا إلى حلها، على حد تعبير صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.
ووفقاً للصحيفة، تخطط فرنسا، التي لم تثمر مبادرتها الدبلوماسية في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، لزيادة الضغط، بما في ذلك من خلال العقوبات، واتهام السلطات بـ”عدم مساعدة البلد المعرض للخطر”.
بدوره، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي على أنه سيدفع من أجل تبني نهج وأسلوب جديد في الأسابيع القادمة فيما يتعلق بلبنان بالنظر إلى أن الأطراف الرئيسة في البلاد لم تحقق تقدما على مدى الأشهر السبعة الماضية لحل الأزمتين الاقتصادية والسياسية.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قد اتهم السياسيين اللبنانيين “بعدم تقديم المساعدة” لبلدهم الذي يواجه مخاطر “الانهيار” في وقت يعاني فيه لبنان أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
وقال لودريان للصحافيين “قد أميل للقول بأن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلدا يواجه مخاطر، جميعهم أيا كانوا”، مستنكرا تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر “انهيار” البلاد.
وحاول ماكرون الذي زار لبنان مرتين منذ الانفجار في بيروت، من دون جدوى حتى الآن، الدفع في اتجاه تشكيل حكومة مستعدة للقيام بإصلاحات هيكلية لإخراج لبنان من أزمته السياسية والاجتماعية، فيما أعدت المجموعة الدولية خطة مساعدة مرفقة ببعض الشروط بينها تشكيل حكومة جديدة في البلاد.
“حزب الله”
وفي سياق مرتبط، اعتبرت الصحيفة أن مصير سوريا ولبنان لا يزال مرتبطا ارتباطا وثيقا بالجغرافيا والتاريخ، مشيرة إلى أن “لبنان هو أحد مراكز الاستقبال الرئيسية للاجئين السوريين، الذين يمثلون ما يقرب من ربع سكانه، ويشكلون عبئا ثقيلا، لاسيما في ظل الوضع الاقتصادي الحالي”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “تدخل حزب الله في سوريا وانتماءه الاستراتيجي إلى إيران، من أبرز مكونات الأزمة اللبنانية، فضلاً عن دوره في تأجيج التوترات الطائفية بين اللبنانيين، والتي يمكن أن تندلع شرارتها، لاسيما بعدما أدانت المحكمة الخاصة بلبنان عضوا في الحزب بجريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري”.
وعن زيارة وفد من حزب الله لأول مرة منذ عام 2011 لموسكو، أشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن “روسيا مهتمة بلبنان بقدر ارتباط استقراره بسوريا، لا أكثر”.