كتبت راوية حشمي في “عكاظ السعودية”:
انفجرت أزمة تشكيل الحكومة في لبنان في اللقاء الثامن عشر الذي انعقد في قصر بعبدا بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري أمس (الإثنين)، بعد جهود واتصالات لتحديده بسبب غياب نوايا التشكيل لدى العهد، وتصلب المواقف على خلفية خطاب حسن نصرالله الأخير. وكانت النتيجة لا حكومة ولا تراجع أو اعتذار في قاموس الحريري، كذلك الأمر بالنسبة لجبران باسيل الذي لن يتراجع عن الثلث المعطل لتسهيل التأليف.
نتيجة اللقاء 18 كانت متوقعة بعدما خرج الأمين العام لحزب الله (الخميس) ليحبط الجميع بمن فيهم رئيس البرلمان نبيه بري الذي لم يكن على علم بموقف نصرالله والذي أدى إلى خلط أوراق عملية التشكيل، وإعادة الجميع إلى المربع صفر مع إعلانه أنه يريد حكومة تكنوسياسية، وتحذيره في حال فشل تشكيلها أنه قد يدفع باتجاه تفعيل حكومة حسان دياب لتصريف الأعمال.
الحريري وبعد خروجه من لقاء الثلاثين دقيقة، كشف ما جرى واضعاً تشكيلته بين أيدي الرأي العام وقال: باجتماعي الأخير اتفقنا على اللقاء اليوم إلا أنه للأسف أرسل لي الرئيس عون تشكيلة تتضمن ثلثاً معطلاً لفريقه السياسي وطلب مني أن أعبئها، معلناً أنه رفضها كونها مخالفة للدستور اللبناني.
وأضاف «هدفي هو العمل على تفادي انهيار لبنان، ولأنّ الرئيس عون قال إنّ لائحتي التي قدمتها إليه لم تكن متكاملة أضع بين أيديكم التشكيلة التي قدمتها لعون منذ أكثر من 100 يوم». من جانبها، أعلنت الرئاسة اللبنانية أنها فوجئت بتصريحات الحريري، شكلاً ومضموناً. واعتبرت في بيان أمس، أنه لا يجوز تحويل الأزمة الحكومية إلى أزمة حكم ونظام، إلا إذا كانت هناك نية مسبقة بعدم تشكيل حكومة لأسباب غير معروفة ولن نتكهن بشأنها.