كتب عمر الراسي في وكالة “أخبار اليوم”:
دخلت الازمة اللبنانية في مدار الحركة الديبلوماسية على المستوى السعودي- الفرنسي- الاميركي… لكن حتى اللحظة، لا توجد اي رؤية مشتركة بين الاطراف الثلاثة يمكن البناء عليها.
وبحسب مصدر ديبلوماسي مواكب للازمة اللبنانية، هناك محاولة ديبلوماسية كبيرة لـ”ضبط التفلت في لبنان”، حيث المثلث المشار اليه ما زال يعمل من اجل الوصول الى رؤية مشتركة قبل طرح مبادرة معينة. وقد اوضح المصدر ان لكل من الدول الثلاثة المعنية خلفية ورؤية مختلفة في مقاربة الملف اللبناني، لكن حتى اللحظة، النّية متوفرة للوصول الى شيء مشترك يمكن البناء عليه لاطلاق هذه المبادرة.
واذ اوضح المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان هناك ضوءا صغيرا من خلال لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون مع السفير السعودي وليد البخاري مساء امس، لفت الى ان عون “يحضّر لشيء ما” ويريد استمزاج الرأي الاميركي والفرنسي، على الرغم من ان واشنطن ليست في واجهة التعاطي مع الملف اللبناني حتى اللحظة.
وما هو هذا “الشيء”، قال المصدر ان يتقدم الطرفان المعنيان بالتأليف (عون والرئيس سعد الحريري) خطوة باتجاه حل وسط، متوقعا ان تنضج التفاصيل خلال الأيام القليلة المقبلة.
عن الخشية من تدهور امني على وقع انسداد افق التأليف، استبعد المصدر اي توتر على هذا المستوى، خصوصا وان اي اهتزاز امني سيكون مرتبطا برغبات او ضغط خارجي، شارحا انه على المستوى الاقليمي العين الاميركية كما الايرانية تركّز على المفاوضات بشأن الملف النووي، ولكن واشنطن قبل ان تبدأ بمفاوضات علنية يمكن ان توصل الى نتيجة ما، فانها ستسعى الى اراحة حلفائها في المنطقة وفي مقدمهم الرياض، بمعنى آخر التوصل الى تسوية ما بشأن الملف اليمني، ومن هنا اتى الدعم الاميركي للمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن ودعم المسار السياسي والتوصل الى حلّ شامل يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.
واضاف المصدر: اما لبنان فهو ورقة من اوراق ايران في المنطقة حيث يفترض بها ان تقدم فيها تنازلا ما، لكن هذا يتطلب رضى سعودي واميركي، اما باريس لغاية اليوم هي الراعي لمبادرة الانقاذ.