كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
تتجه الازمة الى مزيد من التعقيد، حيث بات واضحا ان الهوة كبيرة بين الطرفين المعنيين بالتأليف، كما ان الوسطاء المحليين غير موجودين، ولا يوجود وسطاء في الخارج يريدون العمل على حل للبنان، على الرغم من ان الجميع في لبنان يعوّلون على طرف خارجي يمارس الضغوط.
انكسرت الجرّة
وقال مصدر قريب من حارة حريك، عبر وكالة “أخبار اليوم”، كأن الاطراف المحلية كافة – من حزب الله، الى الرئيس نبيه بري كما مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم- رفعت العشرة . ولفت الى ان الجرة انكسرت بين الفريقين بعد لقاء الاثنين، ومن الصعب اصلاحها خصوصا وان الرئيس سعد الحريري يتصرف على اساس ان الرئيس ميشال عون لا يريده لتشكيل الحكومة، والاخير يتصرف وكأن الحريري لا يريد التشكيل. واذ كشف ان حزب الله يحاول راهنا تبريد الساحة السياسية والاعلامية، قال المصدر: اكثر من ذلك لا يمكن فعل شيء.
توضيح الموقف
وحول موقف الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله، الذي اعتبره الحريري انه موجه اليه، قال المصدر: صحيح ان حزب الله قبل بحكومة اختصاصيين تسهيلا منه للمسار وللمبادرة الفرنسية، لكن امام التعثر الحاصل عاد الحزب الى موقفه الاصلي وهو ان الازمة تحتاج الى حكومة سياسيين… وهذا ما تم توضيحه للرئيس المكلف خلال الاجتماع الذي جمعه بالنائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا يوم الاحد الفائت.
التدخل الدولي والتدويل
على صعيد آخر، وعما اذا كان الاتصال الذي حصل يوم امس بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وامين عام الامم المتحدة انطونيو غوتييريس هو الخطوة الاولى نحو تدويل الازمة اللبنانية؟ ميّز المصدر بين التدخل الدولي الموجود، دائما على الساحة اللبنانية، وخير دليل المبادرة الفرنسية وموفدي باريس الدائمين الى لبنان، وبين التدويل الذي يعني وضع الملف اللبناني برمته في يدّ الدول او المجتمع الدولي.
وانطلاقا من هذا المبدأ، اوضح المصدر ان حزب الله لا يرفض اي وساطة تقوم بها هذه الدولة او تلك لتقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية وتمهيد الطريق لمعالجة الازمة، قائلا: “في هذا الاطار تأتي الحركة الديبلوماسية التي شهدها القصر الجمهوري يوم امس من خلال اللقائين مع السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو.”
وتابع: “منذ فترة طويلة كشف الراعي انه سيسعى مع الامم المتحدة لمعالجة الازمة اللبنانية، ولا مانع من ذلك، وشرح البطريرك لغوتييريس تفاصيل الازمة اللبنانية لا يؤدي الى اشكالية، ولكن حزب الله ضد التدويل، دون ان ينفي ذلك تأييده لاي مسعى يبذل- محليا او دوليا- لمساعدة لبنان على الخروج من الازمة الحالية، وفي هذا الاطار كان الحزب قد ايّد المبادرة الفرنسية.”
واضاف المصدر: “المجتمع الدولي في الوقت الراهن ليس في وارد تدويل الازمة اللبنانية، فالملف لا يشكل اولوية قصوى لديه!”
الحركة الديبلوماسية
وفي السياق عينه استغرب المصدر تفسير اللقاءات الديبلوماسية التي حصلت في القصر الجمهوري على انها محاولة من عون لاخذ زمام المبادرة، قائلا: “لو حصلت لقاءات مماثلة في بيت الوسط لاعتبرت انها دعم خارجي كبير للرئيس المكلف”، سائلا: لما لا ينطبق الامر على بعبدا، فيكون الامر دعم ديبلوماسي لعون!
ورأى المصدر ان كل طرف سياسي في لبنان يستقبل الديبلوماسيين والسفراء والموفدين المحليين او الخارجيين، ويشرح امامهم وجهة نظره من الازمة.
وبعد اعادة احياء اللجنة بين الحزب وبكركي، هل يمكن ان نشهد مبادرة مشتركة تساهم في حلحلة ملف التأليف، اجاب المصدر: لا مبادرة حاليا يمكن ان يقوم بها حزب الله. وقال: اي مبادرة مشتركة بين قوى سياسية مرحب بها، انطلاقا من الترحيب والتأييد لاي مسعى يمكن ان يخرق جدار الازمة، خصوصا وان المواطن والاقتصاد وحدهما يدفعان الثمن!