أسف عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار لعدم توصل رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، خلال اللقاء الـ 18 بينهما، إلى توافق على تشكيل الحكومة، مؤكدا انه بدا واضحا ان الفريق الرئاسي، ومن ضمنه رئيس التيار الحر جبران باسيل، لا يريدون الحريري، وهم يعملون بكل قوتهم لـ «تطفيشه»، محذرا من ان الاستمرار في تعطيل تشكيل الحكومة قد يتجه بالبلاد نحو فوضى كبيرة وخراب، يتحمله الرئيس عون وفريقه الرئاسي.
وقال الحجار في تصريح لـ «الأنباء»: «الكل يعلم ان عون لا يريد الحريري رئيسا للحكومة، والدليل على ذلك ما اعلنه قبل الاستشارات النيابية الملزمة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في بعبدا، والذي كاد أن يطلب فيه من النواب صراحة عدم تسمية الحريري لتشكيل الحكومة».
واضاف: خلافا لكل الاصول، رأينا كيف استخدم الرئيس عون عبارات تخرج عن كل اللياقات في أصول التعاطي مع المواقع الدستورية الأخرى، عندما وصف الرئيس الحريري بـ «الكذاب»، وتبين لاحقا ان الكذب كان منه شخصيا للأسف، وشاهدنا جميعا عدم اللياقة ايضا في الرسالة المتلفزة للرئيس عون، التي اراد فيها استدعاء الحريري إلى بعبدا، وخيره في السير كما يريد (عون) في تشكيل الحكومة او يعتذر، اضافة إلى ذلك رسالة الأمس، والتي حدد فيها عون توزيع الوزارات على الطوائف، وطلب من الحريري تعبئتها، ما دفع الحريري إلى رفض ذلك كونها تجاوزا للدستور.
لقد وضع الرئيس الحريري اليوم ومن بعبدا النقاط على الحروف، وقال: ليس رئيس الجمهورية من يشكل الحكومات، بل الرئيس المكلف وبحسب الدستور هو من يشكلها.
وتابع: لقد بيّن الحريري بكل وضوح، وبالأدلة الدامغة، ان فريق عون يريد الثلث المعطل، كي يتحكم بالحكومة وبكل قراراتها، وكانت قمة المصارحة للحريري عندما وزع على الاعلام تشكيلة الـ 18 وزيرا، التي كان اودعها لدى الرئيس عون في 19/12/2020، والتي تبين لجميع اللبنانيين انها كانت تضم افضل الشخصيات.
وأكد الحجار على انه يجب أن يكون هناك حكومة تستجيب لخارطة الطريق التي وضعها المجتمع الدولي المحب للبنان، عبر المبادرة الفرنسية، لاستعادة ثقة اللبنانيين بالحكومة وبالدولة، وثقة المجتمع الدولي والدول التي ترغب مساعدتنا، والتي تحرص على تشكيل حكومة من اختصاصيين ومن دون ثلث معطل، لمد يد العون لنا، وكان آخر تعبير عن ذلك موقف الخارجية الروسية.
وأشار إلى ان الرئيس الحريري يصر على تشكيل حكومة، ليست مستنسخة من التجارب الماضية، التي كانت حكومات محاصصة سياسية او تكنو-سياسية، وآخرها حكومة حسان دياب، والتي فشلت فشلا ذريعا.
واستبعد الحجار ان يكون هناك توجه لتسوية دولية على حساب اتفاق الطائف الذي اصبح دستورا، ورأى ان التفكير بتعديل الدستور، ليس ملائما ابدا اليوم، فالظروف ليست مؤاتية، خصوصا في ظل التوتر الذي نعيشه في البلاد، وفي ظل أن الطائف لم يطبق بكامله بعد.
وعن دعوة البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي، قال: هناك الكثير من المؤتمرات الدولية حصلت لمساعدة لبنان، ومنها اتفاق الطائف وباريس 1 و2 و3 والطائف والدوحة، وهنالك قرارات دولية صدرت عن الامم المتحدة، تعاطت مع عدة امور كانت تجري في لبنان، وآخرها القرار 1701 الذي أتى بعد العدوان الإسرائيلي وما سمي بحرب تموز العام 2006.
ان دعوة البطريرك الراعي تعبر عن صرخة غضب عندما اصطدم بعراقيل الرئيس عون، نحن نرحب بأي جهد يقوم به المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، كونه بحاجة لهذه المساعدة وعلى كل الأصعدة.
وحذر الحجار من خضات أمنية تدخل البلد في فوضى عارمة وربما فلتان أمني قد يستفيد منه من يريد الشر لهذا البلد، وقال: اذا لم تكن هناك حكومة تستطيع ان تكسب ثقة الأشقاء العرب والدول الصديقة، ويتأمن لها تغطية كاملة من القوى السياسية اللبنانية الفاعلة، فإن البلد متجه إلى المزيد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والسياسية، وستؤدي إلى انفجار اجتماعي وأمني.