عقب زيارتها رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، حيث بحثا في ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات، أكدت السفيرة الاميركية دوروثي شيا ان بلادها تقف دائماً إلى جانب اللبنانيين، داعية “المسؤولين الى العمل سويا لانقاذ البلد”.
واوضحت شيا ان “هناك جهات سياسية لبنانية تريد مكافحة الفساد وإجراء انتخابات في موعدها”، وتوجهت الى اللبنانيين بالقول “رؤساؤكم وقادتكم يحاولون تشكيل حكومة، وأقول باحترام لكل من يضع مطالب على تشكيل حكومة ان هذه المطالب ادت الى وقف تشكيل حكومة، سائلة ” بعد 8 اشهر من دون حكومة، الم يحن الوقت للتخلي عن هذه المطالب والشروط التي تضعها بعض الأطراف للتوصل إلى تسوية وتشكيل حكومة”؟
موقف السفيرة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يبدو نسخة ملطّفة، أكثر دبلوماسيّةً، عما اعلنه منذ ايام قليلة المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، حين قال بطريقة مباشرة “فجّة”: يبدو أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس الجمهورية، يتمسكان بالثلث المعطل في الحكومة لضمان وصول باسيل للرئاسة. ولفت، في حديث الى قناة “الحرة”، الى ان “الناس يموتون جوعا في لبنان، والفاسدون يستمرون في عملهم”، مشيرا الى “حزب الله هو المستفيد الاكبر من النظام الحالي وهو فاسد فسادا فاحشا، والمشكلة ليست فقط مرتبطة بـ”حزب الله” انما بالنظام اللبناني وقد فرضنا عقوبات على عدة شخصيات لبنانية منها النائب علي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانوس وجبران باسيل”….
بحسب المصادر، كلام شينكر – الذي لعب دورا كبيرا في الملف اللبناني ايام ادارة الجمهوريين البيت الابيض – لا يزال في الواقع، يعكس نظرة الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن. وقد نقلت شيا اليوم هذه الاجواء، الى القصر. ودعوتُها الى وضع حد للشروط حكوميا، والى الذهاب نحو “تسوية”، موجّهة في شكل خاص الى الفريق الرئاسي. ففي وجهة نظر واشنطن، باسيل، مدعوما من حزب الله، يشكّل العنصر الاكبر المعطّل للتأليف.
واذ توضح ان هذه الرؤيا يُجمع عليها كل من واشنطن وباريس والسعودية، وقد التقى سفراء الدول الثلاث في اليرزة في مقر السفير السعودي وليد بخاري، تلفت المصادر الى ان الضغوط الخارجية على أهل المنظومة، ستتكثف في قابل الايام ليتنازل المعرقلون عن شروطهم، وتصبّ مواقف شيا في هذه الخانة، تماما كما الموقف المرتقب صدوره خلال ساعات، عن الاجتماع الافتراضي لقادة الاتحاد الاوروبي بمشاركة الرئيس الاميركي جو بايدن عبر تطبيق زوم. فالمجتمع الدولي لن يتفرّج على لبنان يسقط وينهار، بل يدرس اليوم خطة عمل لوضع حد لـ”جهنّم” التي يتخبط فيها اللبنانيون. وفيما تسمية المعرقلين بأسمائهم، غير مستبعدة بعد الاشارة اليهم بـ”التورية”، تلفت المصادر الى ان فرض عقوبات عليهم، وارد، علّهم يرتدعون ويسهّلون ولادة حكومة الانقاذ والاصلاح وفق المبادرة الفرنسية…
يذكر ان الدبلوماسية الاميركية كانت انتقلت من بعبدا الى بيت الوسط حيث التقت الرئيس المكلّف سعد الحريري ظهر اليوم في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وعرض الجانبان المستجدات السياسية والاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.