Site icon IMLebanon

عون المرتبك يبحث عن مخرج من مأزقه

كتب عمر البردان في جريدة “السياسة” الكويتية:

يواجه العهد المرتبك أزمة كبيرة تضاف إلى سلسة الأزمات التي تعصف بالبلد، بعدما تلقى صفعة قوية من خلال الرد الحاسم من جانب الرئيس المكلف سعد الحريري على طروحات رئيس الجمهورية ميشال عون بشأن تشكيل الحكومة، والتي لاقت رفضاً واسعاً من جانب القيادات السنية السياسية والروحية، متهمة الرئيس عون بتجاوز صلاحيته، ومحاولته الاعتداء على صلاحيات الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة.

وأبلغت أوساط سياسية بارزة، “السياسة”، أن “اللقاءات الديبلوماسية اللافتة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، مع سفراء عرب وأجانب، الغاية منها حض دولهم على مساعدة العهد للخروج من الأزمة التي يواجهها، خصوصا بعدما شعر رئيس الجمهورية أن طريقة تعامله مع الحريري، جاءت نتائجها عكسية، وأدت إلى التفاف داخلي وخارجي مع الرئيس المكلف، الأمر الذي قد يفرض على عون إعادة حساباته في ما يتصل بالتأليف، بعدما أصبح على قناعة، بأن اعتذار الحريري غير وارد، وحتى أن “الثنائي الشيعي” أبلغ رئيس الجمهورية، أنه ليس مع خياره استبعاد الحريري”.

وعليه، تؤكد الأوساط، أن “العهد سيجد نفسه مضطراً للتراجع، بعدما أدرك أن لا استجابة عربية أو دولية لمطلبه رفع الغطاء عن الرئيس الحريري، عدا عن أن حلفاء عون ليسوا على نفس الموجة معه في التخلص من الحريري، باعتبار أن الأخير قادر من خلال علاقاته العربية والدولية إنقاذ لبنان من أزمته”، مشددة على “حراك سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري يصب في إطار البحث عن مخارج، قد تساعد لبنان للخروج من مأزقه، بعدما وصلت الاتصالات الداخلية إلى الحائط المسدود، باعتبار أن السعودية والدول الخليجية حريصة على استقرار لبنان ومساعدته في الظروف الصعبة التي يواجهها، لكنها لن تتدخل في ملف تشكيل الحكومة لأن ذلك يخص اللبنانيين وحدهم”.

إلى ذلك، التقى الرئيس عون في قصر بعبدا، أمس، السفيرة الأميركية دوروثي شيا وعرض معها الأوضاع الراهنة والتطورات الحكومية.

وبعد اللقاء، قالت شيا: “بحثنا ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات وأميركا أكدت وقوفها الدائم إلى جانب اللبنانيين”.

وأضافت: “أقول باحترام لكل من يضع مطالب لتشكيل الحكومة، ألم يحن الوقت للتخلي عن المطالب والدخول بتسوية لتأليف الحكومة؟”.

وبعد القصر الجمهوري، انتقلت السفيرة الأميركية إلى “بيت الوسط”، حيث التقت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وتناول اللقاء عرض آخر المستجدات السياسية، وتحديداً ما يتصل بتأليف الحكومة، إضافة إلى الأوضاع في المنطقة، في حين زارت السفيرة الفرنسية آن غريو، رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وغرد منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، قائلا: صمت السفيرة الفرنسية بعد زيارة عون معطوف على مبادرة ماكرون باعتبار الحل بحكومة محاصصة مستترة، وتحجيم السفيرة الأميركية أزمة لبنان إلى خلاف على تقاسم السلطة، يغطيان الاحتلال الإيراني! وحده بيان السفير السعودي يضيء على حقيقة الأزمة السيادية ويقترح الحل الشافي وفقاً لمصلحة لبنان! ومع تفاقم الأزمات المعيشية والحياتية، حذر عضو نقابة محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس من توقفهم من استيراد المحروقات في حال غاب الدولار من السوق. وسأل: “هل ستكون البطاقة التمويلية كافية وهل ستلبي حاجات الناس عندما يُرفع الدعم عن صفيحة البنزين ويلامس سعرها الـ 300 ألف ليرة لبنانية؟”، وقال إنه عند رفع الدعم سيتحول الدولار الى مزاد علني ليطال عتبة الـ 30 ألف ليرة لبنانية”.