Site icon IMLebanon

الاعلان عن اتفاقية دعم فرنسي لترميم متحف سرسق

اعلنت السفيرة الفرنسية آن غريو ورئيس “لجنة متحف سرسق” الوزير السابق طارق متري، في مؤتمر صحافي عقد في المتحف، في حضور صحافيين ووسائل الاعلام، “توقيع اتفاقية بين متحف سرسق ووزارة الثقافة الفرنسية لترميم النوافذ والواجهات الزجاجية الملونة واعادة تأهيل الطابق الأول التاريخي للمتحف وترميم الواجهات المتضررة.

وتطرّقت السفيرة غريو الى مساهمات فرنسا، حيث قامت هذا الشهر باطلاق اعمال تأهيل القسم المختص بالأمهات والأطفال في مستشفى الكرنتينا الحكومي بالإشتراك مع اليونيسف، مشيرةً الى أنّ “فرنسا تبني ايضا المدارس، ووقعت في تشرين الثاني الماضي مع 22 مدرسة معتمدة فرنسيا، في مدرسة الناصرة، على تعهد بمساعدتها في اعمال اعادة التأهيل بمبلغ قدره 7 ملايين اورو، كما ان فرنسا تعيد بناء صروح ثقافية تاريخية، وهذا ما نقوم به مع المؤسسة الدولية لحماية التراث في مناطق النزاع. ففرنسا تعيد بناء متاحف كما انها تساعد ايضا فنانين ومحترفي الثقافة على اعادة البناء في لبنان”.

ولفتت الى أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكون “عندما اتى الى بيروت، رغب في ان تلتزم فرنسا ايضا في هذا المجال، لأن التراث والثقافة هما جزء لا يتجزأ من هوية لبنان ومن تألق بلدكم”، وقالت: “ان مساندة التراث والثقافة في لبنان لا يعتبر رفاهية، بل بمثابة الإشادة بماضي لبنان والتطلع نحو المستقبل واعطاء مبررا للعيش والأمل، وهذا هو معنى التزام فرنسا والفرنسيين الى جانب لبنان في هذه الأوقات الصعبة”.

واضافت: “اردت هنا ان ابرهن عن التزام فرنسا بالقطاع الثقافي والتراثي في متحف سرسق، وانا اليوم فخورة بأن اعلن بأنها ستقوم بتمويل اعمال ترميم جميع الواجهات الزجاجية الملونة، بالإضافة الى الطابق الأول التاريخي، وخصوصا الصالون العربي الشهير، وهو الشاهد الحقيقي على الحرفية العائدة للعصر العثماني”.

وأوضحت أنه “يرافق هذا الدعم، مساهمات من العديد من الجهات الثقافية الفرنسية، كما معهد التراث الوطني ومركز بومبيدو لترميم لوحات، من ضمنها بورتريه لنقولا سرسق. ولم يكن مشروع التنفيذ ممكنا لولا التزام شركة سان غوبان الفرنسية بتوفير كل الزجاج اللازم لإصلاح النوافذ والواجهات الزجاجية الملونة بالإضافة الى الى مواد اعادة البناء. كما مساهمة الشركة في ترميم مدارس ومنازل في بيروت ومن بينها تقديم اكثر من ثلاثة الاف متر مربع من القرميد من مارسيليا”.

وتابعت غريو أنّ “مؤسسة اليف لحماية التراث في مناطق النزاع تعهدت بتأمين حماية المتحف وعزله ضد النش، هذه المساعدة تشهد على الإرادة الفرنسية للعمل بشكل حسي لإعادة احياء القطاع الثقافي، من خلال تحريك تحالفات من الفعاليات، وهي جزء من عمل شامل وواسع النطاق تم تنفيذه على مدى ستة اشهر من قبل السلطات الفرنسية والعاملين في مجال الثقافة في الدولة، كذلك السلطات المحلية والشركات، ناهيك عن المواطنين الفرنسيين”.

وأعلنت ان “متحف سرسق سيشكل تحالفا قويا للتضامن وستلعب فرنسا دورا مهما، وستقدم الجهات الرسمية الفرنسية نحو 500 مليون اورو بالإضافة الى دعم الشركات الفرنسية والخبرات الفرنسية”.

كما تحدثت غريو عن “برنامج نفس” لمساعدة الفنانين اللبنانيين، من خلال اقامتهم في فرنسا، مشيرة الى أن “هذا برنامج استثنائي ولا نقيمه مع اي بلد في العالم”، معتبرة أن “مساندة التراث والثقافة في لبنان هو لإعطاء دفع لهذا البلد ولمواهبه ولشبيبته، وهو من اجل الا تأتي الأزمة التي تضرب لبنان جراء عدم مسؤولية المسؤولين على مرتكزاته وقوته، ومن اجل المحافظة على قدرة كل اللبنانيين على النهوض والتفكير بلبنان موحد بتنوعه، لبنان قوي ومزدهر. وما قمنا به هو برهان قوي على التزام فرنسا بالوعد الذي اعطته للبنانيين بالبقاء الى جانبهم”.

من جهته، رأى الوزير متري أنّ “لقاؤنا اليوم يعود بنا بالذاكرة الى نكبة الرابع من أب وهي نكبة اصابت الناس في المقام الاول، قبل ان تصيب الابنية، لذلك حين نتحدث عن متحف سرسق وعن اهمية إعادة بنائه نشعر بالحرج، لأن الأولوية هي لمساعدة الضحايا الاحياء، وهم كثر الذين دمرت منازلهم وشردوا منها، الجرحى وهم بالآلاف، والذين تركت الجريمة جروحا بالغة في حياتهم الداخلية”.

ولفت الى أن “ما جرى في الرابع من أب هو جريمة بحق المدينة وسكانها ومؤسساتها، ومنها متحف نقولا ابراهيم سرسق الذي هو مؤسسة خاصة، لكن دورها الثقافي ووعيها لذاتها وكيفية تعاملها مع اللبنانيين يجعل منها مؤسسة عامة”، وقال: “الهدف الاول لهذا المتحف كما اراده المؤسس والواجب نقولا ابراهيم سرسق، هو ان يكون مكانا للقاء اللبنانيين الى اي فئة اجتماعية انتموا، ليس هذا المتحف متحف نخبة ولا فئة اجتماعية بعينها ولا متحف حي، انه متحف اللبنانيين، هكذا اردناه ان يكون ونسعى باستمرار لان يكون فضاء عاما، فسحة لقاء بين اللبنانيين جميعا. واذا ما كنا الان مشغولين باعادة تأهيله، فإننا مشغولون بالقدر ذاته باعادته الى دوره بوصفه مساحة عامة للقاء والتفاعل بين اللبنانيين”.

واضاف: “رب سائل، ما اهمية المؤسسات الثقافية في بلد يجوع اهله ويعاني من المصاعب والمصائب المتراكمة، واميل الى القول اننا كلبنانيين نستعين على الضيق بالابداع الثقافي”.

وافاد بأنّ كلفة ترميم المتحف التي قدرتها شركة متخصصة لقياس الأضرار، نحو 3 ملايين دولار اميركي، وكل هذا المال ليس متوافرا لنا، لكن لدينا أمل في أن ننجز كامل التأهيل لنعيد للمتحف رونقه الأول”.

ولفت الى أنّ “العمل جار حتى يقدر لنا ان نستأنف عملنا في الخريف المقبل ويعود المتحف الى حيويته. ولم تكن عملية تأهيل المتحف ممكنة لولا دعم حقيقي وفرته لنا جهات صديقة دولية وفرنسية، كنا على شيء من الخفر حين اردنا ان نطلب مساعدات مادية لان كنا مدركين ان الأولوية هي للناس، ولم ننافس احدا على المساعدات الخارجية، وقد اتت من مؤسسات دولية وخاصة من مؤسسات فرنسية، والمساعدات الفرنسية هي حجما ونوعا في طليعة الدعم الذي حصل المتحف عليه، وأهمية هذه المساعدات انها رسمية، وخصوصا مما يعني ان لبيروت ولهذا المتحف مكانة في قلوب الفرنسيين، وهو ما يشد من عزيمتنا ويفرحنا”.

وختم متري متوجها للسفيرة غريو “اتطلع الى ان نستقبلك قريبا في متحف استعاد عافيته ونتعاون مع الدوائر الثقافية في سفارتك على تنظيم حدث ثقافي فرنسي لبناني يكون شاهدا على هذه الثقافة التي تشدنا الى بعضنا البعض”.