IMLebanon

لقاءات الحوار بين بكركي و”الحزب” عبر الهاتف حتى إشعار آخر!

جاء في “المركزية”:

الثلثاء 9 آذار كان اللقاء الأول بين أعضاء لجنة الحوار الثانية بين بكركي وحزب الله، ودار البحث حول الأوضاع المأسوية التي يمر بها لبنان مع التأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على معالجة الكوارث التي يرزح تحتها الشعب اللبناني. إلا أن الهدف الأساس كان مبادرة بكركي الانقاذية للحؤول دون الالتفاف عليها وإجهاضها. فكان موضوع الحياد الإيجابي الذي طرحه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مدار نقاش معمّق واتفق على استكمال البحث في إجتماعات لاحقة.

حتى اللحظة لا كلام في الكواليس والعلن عن موعد للقاء ثانٍ للجنة الحوار الثانية. فهل جُمّدت اللقاءات على رغم إشارات التهويل والتهديد التي بثها حزب الله بهدف إبقاء الساحة في حال من الإضطراب والفوضى؟

مصادر سياسية معنية أشارت لـ”المركزية” الى أن طرفي اللجنة يصرّان على إبقاء خطوط الإتصال مفتوحة بينهما. لكن المقاربة تختلف عند الكلام عن خطوات أكثر عملانية لا سيما في ظل الحملات المستجدة على البطريرك الراعي. وفي هذا المجال، توضح المصادر أن أوساط حزب الله، تتكلم عن  تحضيرات يجري العمل عليها، وهناك متابعة حثيثة للمستجدات الطارئة في ملف مبادرة بكركي. أما موعد اللقاء الثاني فغير وارد أقله حتى الإنتهاء من التحضيرات التي تشير اليها أوساط الحزب، وتضيف عليها احتمالا جديدا يرتبط بعطلة عيد الفصح بحسب تقويم الكنيستين الغربية والشرقية وربما إلى ما بعد شهر رمضان. لكن الأساس بحسب أوساط ممثلي الحزب في اللجنة يتوقف على تشكيل حكومة “بعدها لكل حادث حديث”.

منذ إعلان البطريرك الراعي عن مبادرة الحياد وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لمساعدة لبنان لم تتوقف الحملات، وليس آخرها، ترويج أوساط في الحزب معلومات مفادها ان الفاتيكان ينوي تعيين بطريرك جديد خلفاً للراعي وقد ابلغه بذلك في زيارته الاخيرة. أكثر من ذلك، فقد فتحت  معركة خلافة الراعي بهدف الإلتفاف على مبادرة بكركي واجهاضها بعد ان اخذت طريقها الى المجتمع الدولي عبر الاتصال الهاتفي المطول بين الراعي والامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

بحسب المصادر السياسية فإن الفاتيكان يتعاطى مع الأمور من خلال ثوابت. والكلام عن وجود نوايا لتغيير البطريرك الراعي مردودٌ في الأساس لأنه لو كان ثمّة خيط من الحقيقة لما أنيطت بغبطته أدوار جديدة تتناقض مع خبر إقالته وإجهاض المبادرة.

وفي العودة إلى مسار عمل لجنة الحوار الثانية، تلفت المصادر إلى أن لا تطورات جديدة لأن كل طرف متمسّك بمواقفه علماً أن أياً منهما لا يتعاطى من خلفية شخصية، إنما من زاوية المحور الذي يمثله.

ممثلا البطريركية المارونية يطرحان الأفكار بتكليف صريح وواضح من الجهة التي يمثلانها أو باجتهاد شخصي مبني على تجاربهما السابقة التي تمثل رأي البطريركية.والحال نفسها تضيف المصادر بالنسبة لممثليّ حزب الله في اللجنة، مع التأكيد على أن التزامات الفريقين مبنية على أسس ثابتة ومتعلقة بالعقيدة الإيمانية والعقيدة الوطنية.

الحركة التي تتحدث عنها المصادر على خط  لجنة الحواربين بكركي وحزب الله لا تتعدى الإتصال الهاتفي من وقت لآخر، ولن تتجاوزها في المرحلة الراهنة.ومع ذلك فإن أي تحرك ولو كان يقتصر على اتصال هاتفي، يبقى أفضل من رفض الآخر ومناصبته العداء.

وعلى رغم يقين أعضاء اللجنة لدقة وحساسية المرحلة، لكن لا مجال لتوسيع رقعة الطموحات. وتختم المصادر بالتأكيد على أن التغيير لا بد أن يحصل لكن ليس بين يوم وآخر. فالمسألة تحتاج إلى الوقت والإيمان والقناعة بأن الله اختار هذه البقعة الجغرافية التي يعيش عليها المسلم والمسيحي والدرزي كتعبير عن الإرادة الإلهية. من هنا إصرار فريقي لجنة الحوار الثانية على عدم قطع آخر خيط وإن كان يقتصر على اتصال هاتفي حتى إشعار آخر.