جاء في “المركزية”:
“مكانك راوح”، قد تكون هذه العبارة الأكثر دقة للتعبير عن وضع تشكيل الحكومة، علما أن ثمة طروحات عديدة يفترض أن تُحدثَ فجوة ولو صغيرة في جدار التأليف المكبّل بين بعبدا وبيت الوسط.
فالطرح الذي خرج من عين التينة والمبني على تشكيلة من 24 وزيراً من دون احتفاظ رئيس الجمهورية بالثلث المعطًل أضفى نوعاً من التفاؤل وكذلك الكلام عن إمكانية قيام الرئيس بري بزيارة إلى القصر الجمهوري أو ممثل عنه لتلقف موقف الرئيس عون. لكن يبقى ذلك كلام صحف فماذا في الواقع والوقائع؟
مصادر مسؤولة في القصر الجمهوري أوضحت لـ”المركزية” “أن طرح الرئيس بري عبّر عنه الرئيس ميشال عون مرارا، حيث أكد أن تشكيلة الـ18 وزيراً لا تلبي الحاجة من ناحية التوازنات ولا تحقق الغرض من مسألة الإختصاص لأنه سيقع على عاتق كل وزير أكثر من حقيبة. واعتبر أن الخروج من حلقة الـ18 يفتح الباب أمام تشكيل حكومة متوازنة قادرة وفاعلة وتحترم الدستور والميثاق وتحظى بدعم من القوى الفاعلة وثقة الدول وتأدية ما هو مطلوب منها”.
“من الطبيعي أن يبادر الرئيس نبيه بري ويساهم في تقديم حلول، لكن المسألة تتعلق دستورياً برئيس الحكومة المكلف الذي تقع عليه مسؤولية تقديم صيغة جديدة إلى رئيس الجمهورية تعتمد على معايير تمّ تحديدها سابقاً وتكون مدار نقاش بينهما”. وتختم المصادر بالتأكيد ” أن رئيس الجمهورية يتلقف بكل انفتاح أي خطوة من شأنها أن تقربّ المسافات لتشكيل حكومة لكنه لا يُسأل عن طرح سبق وأعلنه وأكد عليه مراراً”.
أي كلام عن أجواء تفاؤلية يبقى في إطار الترجيحات طالما أن أي تقدم جدي لم يظهر بعد. وعلى رغم الترقب لكلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عصراً إلا أن مصادر سياسية معارضة أبدت تحفظها على المضمون كونه “لن يخرج عن طور ضابط إيقاع البلد” وشككت في “إعطاء الحزب الرئيس نبيه بري زمام المبادرة أو الفرصة لإطلاق مبادرة من شأنها فتح كوة في جدار التشكيلة الحكومية، مؤكدةً أن مصلحة الحزب يعبر عنها نصرالله في إطلالاته”.
المصادر توقفت عند خبر تخصيص برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية، مكافأة وقدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن مكان أو هوية، سليم جميل عياش، القيادي في حزب الله اللبناني. واستشفت في توقيته رسالة إلى الدولة اللبنانية مفادها أن أية حكومة سواء كانت تتألف من 18 وزيراً أو 20 أو 24 أو حتى 30، ويشارك فيها حزب الله لن تقدر أن تؤمن الإنفتاح على صندوق النقد الدولي ولن تحظى بثقة الدول العربية والأجنبية”.
بيان الوزارة أوضح أن “عياش ناشط بارز في الوحدة 121 التابعة لحزب الله ومتخصصة في عمليات الإغتيال وتتلقى أوامرها مباشرة من زعيم حزب الله، حسن نصر الله”. وهذا يعني وفق المصدر “أن الحزب الحاكم بأمره في لبنان لديه خلية إغتيالات، وقد نفذت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بحسب قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. أضف إلى ذلك أن الحزب أعلنها صراحة بعد عودته من موسكو أنه يريد حكومة تكنو سياسية وليس حكومة تكنوقراط ما يعني أنه سيكون ممثلاً فيها”.
“كل هذه الوقائع تؤكد أن لا حكومة في المدى المنظور بغض النظر عن مبادرة الرئيس نبيه بري أو موقف رئيس الجمهورية من الصيغة التي قدمها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري”. ويختم المصدر:”إذا ما تشكلت “حكومة” ما، فستكون خاضعة لشروط حزب الله ومشاركته. وهذا يعني إغلاق كل المنافذ على العالمين الغربي والعربي في انتظار نتائج المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول النووي”. وإلى حينه…أربطوا الأحزمة.