القوات في الضاحية وتحديداً على طريق المطار القديم. الهدف؟ زيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب. الخبر أثار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية وحتى الشعبية. لكن البيان الذي تلاه النائب انطوان حبشي بعد اللقاء من على منبر المجلس كان له الوقع الأكبر حيثُ نادى بـ”حصر السلاح بيد الدولة وترك قرار الحرب والسلم وحماية الحدود للدولة اللبنانية”.
وبفارق زمني لا يتعدى الـ24 ساعة، جاءت زيارة الوفد الإيراني الى بكركي في سياق جولته على المرجعيات الروحية لمناسبة مشاركته في الحفل التأبيني للشيخ القاضي احمد الزين . ومن على منبر بكركي قال رئيس الوفد الشيخ حميد شهرياري كلمته التي ركز فيها على المقاومة التي حررت لبنان وحمته. ولم يتطرق الى مبادرة البطريرك الراعي حول الحياد والمؤتمر الدولي. فهل كان المقصود ردا مباشرا من منبر بكركي على كلام الوفد القواتي من منبر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؟
رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان الذي كان من ضمن أعضاء الوفد اعتبر أن “كلام الوفد الإيراني يعبر عن مواقفه الثابتة من منظار المشروع الإيراني خارجياً وحزب الله داخليا. تماما كما عبرنا عن مواقفنا الثابتة التي تتظهّر في كل مواقفنا السياسية وخطابنا الإعلامي”. وعما إذا كانت هذه الزيارة تمهيداً لزيارة وفد من حزب الله إلى بكركي اعتبر قيومجيان:”أن زيارة الوفد الإيراني قد تسهل الأمر وتقرب المسافات أكثر لكن الحزب ليس بحاجة إلى ضوء أخضر إيراني وما تقوم به الديبلوماسية الإيرانية لا يتعدى إطار التواصل والزيارات والإنفتاح سيما وأن بكركي تمثل الشرعية الشعبية ولا يمكن تخطيها”.
وعبر “المركزية” أوضح قيومجيان أن زيارة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تندرج في إطار الزيارات التي تقوم بها وفود من حزب القوات موفدة من رئيسه سمير جعجع إلى كافة المراجع الروحية للتشديد على ضرورة الوعي لدقة المرحلة وعدم الإنزلاق إلى فتنة وحرب أهلية والتمسك بسلاح الشرعية والجيش اللبناني كضمانة لحماية الحدود والداخل”. وكشف عن روحية اللقاء الذي سادته أجواء جد إيجابية “فالحوار كان هادئاً ورصيناً وعقلانياً، وقد عبّر كل طرف عن هواجسه. لكن بيان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كان بمثابة الرد ولم يخل من الحدّية حيث استذكر حقبات الحرب فجاء خارج السياق والهدف منه ضرب أجواء اللقاء الإيجابية”.
طبيعي جداً أن يبدي أفرقاء إنزعاجهم من الإنفتاح والحوار الصادق الذي بادر إليه حزب القوات اللبنانية من خلال زياراته على المرجعيات الروحية ومن ضمنها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، “لكن أن يتفاجأ البعض من مضمون كلام الوفد القواتي من منبر المجلس فهنا المفاجأة لأننا أخذنا في الإعتبار الموقع ورمزيته وما ومن يمثل لأننا لم ولن نكون يوما أصحاب مواقف أو تفاهمات ملوّنة وتخفي في طياتها رسائل ضمنية”.
يوضح قيومجيان”أن الزيارة قد تكون شريان الحوار، والتواصل المنفذ الأخير لقطع دابر الفتنة لكن الأهم كيف تلقف الطرف الآخر كلام حصرية السلاح بيد الشرعية؟ ” الحوار والتواصل كانا السمة التي طغت على اجواء اللقاء لا سيما عند التطرق إلى ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لتجنيب البلاد والعباد المزيد من التدهور على المستويات الإقتصادية والإجتماعية والمالية”.
وحده الكلام عن سلاح المقاومة، يكسر القواعد، لا بل يتوقف الكلام عند هذه النقطة ” فالموقف الذي عبر عنه الشيخ الخطيب يتلخص برفض الكلام في مسألة حصرية السلاح بيد الشرعية إلا عندما تصبح هناك دولة قادرة وفاعلة لا سيما في مسألة الدفاع عن الأراضي في ظل الإعتداءات الإسرائيلية. في المقابل كان موقفنا الواضح من حصرية السلاح في يد الدولة وقد يكون هناك كلام آخر في مسألة تعزيز دور الدولة، لكن ليس في ظل حزب يملك السلاح”، يختم قيومجيان.