تتجه الأنظار نحو القصر الجمهوري اللبناني و”بيت الوسط”، مقر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ترقبا لإشارات أو مواقف قد تصدر عنهما بشأن التأليف الحكومي سلبا أو إيجابا، بالتوازي مع تصريحات الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أمس الأول، والتي تحدث فيها عن دفع قوي في اتجاه التأليف، وجهود كثيفة تبذل في هذا المجال.
وغداة لقاء بعيد عن الإعلام بين عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، القادم من باريس محملا برسائل فرنسية، أشارت معلومات جديدة الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون رحب بتوسيع التشكيلة الى 24 وزيرا كفكرة، قبل أن يطرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما أطلعه عليها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في لقائهما الأخير.
ولفتت أوساط قصر بعبدا إلى أن عون لا يزال ينتظر ما ينقص هذه الفكرة من مكملات، مضيفة أن “الحديث عن مبادرة كاملة ومتكاملة لم تصل إليها المشاورات الجارية، وما زالت مجرد أفكار مشتتة لم ترق الى مرتبة المبادرة”.
أما رئيس البرلمان نبيه بري، الذي أصبح عراب التسوية، بعد أن فُهم أنه تمكن من إقناع نصرالله بالتراجع عن الحكومة التكنوسياسية، فقد استمر في التحذير من الانهيار، وقال خلال استقباله وفدا عراقيا، برئاسة وزير الصحة والبيئة العراقي حسن التميمي، إن “لبنان مهدد بالانهيار إذا بقي الوضع على ما هو عليه من دون حكومة، إذ لا يمكن الوصول الى شاطئ الأمان دون سلطة تنفيذية تتحمل مسؤولياتها في منع سقوط لبنان”، مضيفا: “ما يصيب لبنان ويهدده هو نفسه ما يصيب العراق ويهدده، لاسيما المخاطر المتأتية من الفساد والإرهاب الذي يستهدف الوحدة الوطنية في البلدين”.
وكان التميمي زار في وقت سابق الرئيس عون، الذي أعرب عن تقديره لجهود الحكومة العراقية وموافقتها على طلب لبنان تزويده بالنفط الخام مقابل الخدمات الطبية.
وقال عون: “آمل التوصل إلى سوق مشتركة بين دول المشرق العربي، الذي لطالما سعى إلى تحقيقها سابقا قبل الحروب التي شهدتها دول المنطقة”، آملا “أن يكون التعاون الاقتصادي الإنساني بين وزارتي الصحة اللبنانية والنفط العراقية، بداية لتعاون طويل الأمد يفعل في المستقبل القريب لما فيه مصلحة البلدين”.
وبالتزامن مع استمرار مشكلة التأليف، تواصل امس الخميس، الحديث عن الملف البحري اللبناني ـ السوري بعد المعلومات عن قضم سورية 750 كلم مربع من مياه الحدود البحرية اللبنانية في عقد للتنقيب عن النفط وقعته مع شركة روسية.
ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى تحييد هذه الأزمة عن الموقف من نظام الرئيس بشار الأسد، وحث السلطات على “تكليف مكتب محاماة وإرسال إنذار إلى الشركة الروسية، لإبلاغها أن البلوك السوري يتداخل في الحدود اللبنانية، وذلك تعد على أراضينا”.
وغداة زيارة إيرانية لبكركي، سرب مقطع فيديو من مكالمة على تطبيق “زووم” للبطريرك الماروني الكاردينال بطرس الراعي مع لبنانيين في المهجر، يعود تاريخه الى شباط الماضي، بعد السبت الشعبي في بكركي، وشن الراعي في المكالمة هجوما حادا على الحزب، واتهمه فيه بالاستئثار بقرار الحرب والسلام في البلاد.
وقال الراعي، مخاطبا “حزب الله”، “لماذا تقف ضد الحياد، هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟”، متابعا: “هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سورية والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تشهر الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علما أن الدستور يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة”.
وأضاف رأس الكنيسة المارونية، في مخاطبته “حزب الله”، “ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك”، مؤكدا أن أناسا من “حزب الله يأتون إلي ويقولون: هذا السلاح ضدنا، لم نعد نستطيع التحمل”، وأضاف: “هؤلاء جوعى مثل بقية اللبنانيين، ولم يعد باستطاعتهم تحمل الحروب”.
وختم: “لماذا تريد يا حزب الله أن توافق على الحياد الذي فيه خلاص لبنان، ولا تأخذ رأيي في الذهاب إلى الحرب التي فيها خراب لبنان”.