كتبت زينة طبّارة في الأنباء الكويتية:
رأى النائب السابق أنطوان زهرا، أن من تخلى بسهولة عن الإبراء المستحيل وتنازل عن كل ما وجهه من اتهامات للآخرين من أجل التسوية الرئاسية ليس من الصعب عليه اليوم إبرام تسوية حكومية يرى فيها مصلحة له ولفريقه السياسي، معتبرا وفقا لهذه النظرية أن الجرة لم تنكسر بعد بين بعبدا وبيت الوسط، خصوصا أن كلا منهما ليس من الصنف الذي لا يحتفظ لنفسه بـ «خط الرجعة».
من هنا يعتبر زهرا ان الضغوطات المحلية والخارجية لم تبلغ بعد مرحلة الحسم لإيقاف لعبة الكر والفر في عملية تشكيل الحكومة.
ولفت زهرا، في تصريح لـ «الأنباء»، إلى ان التستر في عملية تشكيل الحكومة بلباس الدفاع عن حقوق المسيحيين وعن التوازن الطائفي في لبنان، كناية عن عدة عمل غب الطلب لتحقيق المصالح الخاصة والشخصية، وذلك لاعتبار أن من يهمه فعلا حقوق المسيحيين وترسيخ التوازن الإسلامي ـ المسيحي، لا يتنصل عند أول مفترق طريق من الاتفاق المسيحي ـ المسيحي في معراب، الذي عبَّد الطريق أمام التسوية الرئاسية، مؤكدا بمعنى آخر ان حقوق المسيحيين ليست سوى حقوق شخصية لمن يدعي اليوم الدفاع عن المسيحيين بهدف تحقيق مكسب سياسي هنا وإداري هناك.
وعليه أكد ان ما يطلبونه اليوم من الرئيس المكلف سعد الحريري في تشكيل الحكومة هو انتحار سياسي لن يرضى به أي تكن الظروف والنتائج والتداعيات، معتبرا بالتالي أنه وعلى الرغم من أن الفريق العوني مستعد في كل حين لإبرام تسوية حكومية تحفظ مواقعه السياسية، إلا أنه لا شيء يمنع الكباش بين بعبدا وبيت الوسط من أن يقود إلى نهاية عهد دون حكومة أصيلة.
واستطرادا، أكد زهرا أنه لا يمكن أن يطلب من الرئيس الحريري بعد كل ما قدمه من تسهيلات لتشكيل حكومة المهمة أن يستمر الرئيس بفعل التسوية الرئاسية لستة أعوام في موقعه الرئاسي، مقابل أن يصبح هو، أي الحريري وحلفاؤه، خارج المعادلة السياسية، أو أن يعودوا وفقا لشروط الرئيس، «فصحيح إن الدستور أعطى العماد عون ولاية رئاسية لستة أعوام كاملة، إلا انه كان من المفترض أيضا ان تعطي كلمة الشرف الرئيس الحريري ولاية من ست سنوات على رأس السلطة التنفيذية إلى جانب الرئيس عون، وذلك كما كان متفقا عليه، لكن للأسف لم يتم احترامه.
وأردف: عندما استنفذ فريق الرئاسة قدراته لتشكيل الحكومة وفقا لتطلعاته وطموحه، أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فارضا شروطه بتشكيل حكومة تكنو- سياسية، مما أعطى الفريق الرئاسي جرعة دعم للتمسك بمواقفه، ولعدم تقديم أي مرونة في ملاقاة الرئيس الحريري وسط الطريق.
وختم زهرا قائلا: للأسف يخوض الرئيس الحريري معركة تشكيل حكومة المهمة بوجه فريق خبير في صناعة الشعارات والعناوين البراقة، وفي تطويع الديماغوجية لصالحه، وفي تضليل الرأي العام إلى حد سلب إرادته، وذلك بتصنع البكاء على حقوق المسيحيين وعلى المناصفة والشراكة والتوازن السياسي بين المسلمين والمسيحيين.