Site icon IMLebanon

“التيار” يريد لقاءً في الاليزيه: نتنازل لماكرون لا لبرّي!

تشهد الضفة الحكومية حركة لافتة محلية وخارجية، غير ان التجارب السابقة لا تشجّع على توقُّع ان تقود الى اي خرق في جدار التشكيل السميك. صحيح ان الضغوط هذه المرة قوية لا بل قوية جدا، من قِبل الدبلوماسيين العرب والغربيين، وبفعل الواقع المعيشي الاقتصادي المالي الذي يزداد حراجة، الا ان الطبقة السياسية الحاكمة، قد تقرّر صمّ آذانها عن كل هذه المعطيات، والمضي قدما في معاركها الخاصة، لتأمين مصالحها ومستقبلها السياسي الشخصي والحزبي.

حتى الساعة، لا يمكن حسم ما اذا كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سيزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، الا ان مصادر سياسية مطّلعة تكشف لـ”المركزية” ان ثمة وجهة نظر برتقالية تقول بأن اللقاء مع ماكرون قد يحصل، ويُريده باسيل لاكثر من هدف. أوّلا: تعويم نفسه سياسيا بعد موجة تحميله المسؤولية عن عرقلة عملية التشكيل بفعل تمسّكه بالثلث المعطل، فيبيّضَ صفحته أولا في الاليزيه، وثانيا امام الرأي العام المحلي. فالرجل يريد ان يُظهر للجميع انه شخصية غير مغضوب عليها في باريس، وأنه مستثنى من قائمة العقوبات التي قيل ان الاوروبيين يستعدون لفرضها على مَن يمنعون تأليف الحكومة..

الا ان المصادر تشير الى ان اللقاء اذا حصل، سينتهي الى انتزاع فرنسا موقفا حاسما من باسيل بأنه سيمنح الحكومة العتيدة الثقة وسيتخلى عن الثلث المعطّل، ما يعني ان الاجتماع سيكون جائزة ترضية لباسيل كي لا يظهر وكأنه انكسر وتخلّى “مجانا” عن شروطه.

اما الغرض الثاني الذي يتوخاه الفريق الرئاسي من اللقاء، تضيف المصادر، فهو ان يكون قطع الطريق على مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري الانقاذية، وعلى “قطف” عين التينة الخرق الايجابي، اذا حصل. فالتيار الوطني الحر، انطلاقا من علاقته “الباردة” تاريخيا مع حركة أمل وزعيمها، يرفض ان يظهر بمظهر المتراجِع لبري، وان يقدّم اليه الهدايا. واذا كان لا بد من “تخلٍّ” عن كل ما رفع التيار لواءه لشهور، فليكن للفرنسيين، لا لسواهم اكان برّي او حتى بكركي، تتابع المصادر.

هذه حسابات الفريق الرئاسي. فهل يستقبل ماكرون باسيل؟ هل يجمعه ايضا بالرئيس الحريري، الامر الذي لا يستسيغه الاخير حتى اللحظة، في خطوة تعطي نقطة لباسيل لكن طبعا “بالشكل”، كون ثمن الاجتماع هو تنازله عن مطالبه؟ الساعات المقبلة ستحمل الاجوبة الشافية. لكن بحسب المصادر، من المبكر جدا القول اننا على اعتاب ولادة حكومة.

فأي تخلّ حاسم عن الثلث المعطّل لم يصدر بعد عن بعبدا، كما ان الاخيرة لا تزال تصرّ على ان تكون لها كلمة في تسمية الوزراء كلّهم في التركيبة العتيدة، لا سيما المسيحيين منهم، وحتى لو لم يكونوا من حصّتها، ويرفض رئيس الجمهورية  التنازل عن حقّه هذا، وتجييره الى الرئيس المكلف. الى ذلك، لم يقل حزب الله كلمته بعد في كل ما يجري ويبدو أنه يربط عملية التأليف بالمفاوضات النووية الايرانية – الاميركية. في الانتظار، يفترض رصد ايضا ما سيحمله معه الى لبنان وزيرُ خارجية مصر سامح شكري الذي يزور باريس اليوم ويجتمع مع نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان قبل وصوله غدا الى بيروت.