Site icon IMLebanon

مخاوف من عقوبات أوروبية ترافق باسيل إلى باريس

كشفت مصادر سياسية لبنانية عن توجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الثلثاء إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث سيلتقي وزير الخارجية جان إيف لودريان مع إمكانية اجتماعه بالرئيس إيمانويل ماكرون الذي وجه مؤخرا رسائل تحذيرية للقوى اللبنانية بشأن نيته اتباع مقاربة جديدة للضغط عليها بغية الإفراج عن التشكيل الحكومي.

وذكرت المصادر أن باسيل يسعى من خلال هذه الزيارة إلى شرح موقفه للمسؤولين الفرنسيين من أزمة التشكيل في ظل مخاوف وهواجس تراوده من تعرضه لعقوبات أوروبية سبق وأن لمحت إليها باريس.

ولم تستبعد المصادر أن تنظم باريس لقاء بين باسيل ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وممثل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حال وافق على حكومة دون ثلث معطل من 24 وزيرا، بناء على مبادرة كان تقدم بها بري.

ولا تخفي فرنسا غضبها واستياءها من تعاطي القوى اللبنانية مع الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، وتقول المصادر إن باريس لديها تحفظ أساسا على مسلك باسيل الذي تعتبره المتسبب الرئيسي في الحيلولة دون تنفيذ المبادرة الفرنسية والتي تتضمن في شقها الأول تشكيل حكومة من اختصاصيين تتولى مهمة الإصلاحات المطلوبة التي سيجري على أساسها استئناف الدعم الدولي للبنان.

ويتمسك باسيل بالثلث المعطل للتيار الوطني الحر تحت غطاء مراعاة التوازنات النيابية، كما يصر على اختيار الوزراء من الطائفة المسيحية، وهو يستغل في ذلك وجود ميشال عون في موقع رئاسة الجمهورية لفرملة أي تشكيل خارج عن إرادته.

ويحاول رئيس التيار الوطني الحر بدعم وإسناد من حليفه حزب الله ممارسة أقصى الضغوط على رئيس الوزراء المكلف لإجباره على القبول بشروطه أو الاعتذار.

وآخر محاولات باسيل في هذا الشأن الإيحاء برفع الرياض دعمها للحريري، مستغلا في ذلك تصريحات لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان التي أكد من خلالها أن المملكة لا تقف إلى جانب أي طرف لبناني وأنها “مستعدة لدعم أي شخص في لبنان يتمكن من تبني أجندة إصلاحية”.

ويعتبر مراقبون أن مواقف باسيل لجهة استمراره في استهداف الحريري تعكس إصراره على وضع العراقيل لأي تسوية حكومية، وهذه المواقف التصعيدية تصعّب مهمة باريس في جمع الثنائي على طاولة واحدة للتوصل إلى تسوية.