كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
دخلت مصر على خط ازمة تأليف الحكومة في لبنان، في مسعى لتذليل العقبات الماثلة، حيث يحط وزير خارجيتها، سامح شكري، غدا الأربعاء في لبنان حاملا رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس ميشال عون، كما سيعقد لقاءات مع عدد من الشخصيات اللبنانية، من بينها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي…. وذلك بعد ان ينهي محادثات ذات صلة بالملف اللبناني في العاصمة الفرنسية.
لا مبادرة
وقد اوضحت مصادر ديبلوماسية متابعة ان شكري لا يحمل مبادرة لكنه سيركّز على إيلاء القاهرة اهتماماً بمسألة تشكيل الحكومة باعتبارها أولوية مطلقة في المرحلة الراهنة لإنقاذ لبنان، حيث انه منذ استقالة حكومة حسان دياب في آب الفائت تطرح مبادرات لتشكيل حكومة لكنها جميعها تبوء بالفشل نتيجة “سباق الحصص الوزارية”.
خطوط التنسيق
واشارت المصادر الى ان مصر تنسّق مع باريس، لكن ليس على نفس الموجة، لافتة الى ان شكري يزور فرنسا للمرة الثانية في اقل من اسبوعين، والبحث يتركز بالدرجة الاولى على لبنان والسبل لاخراجه من ازمته الحادة من خلال حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات المطلوبة.
وشرحت المصادر عبر وكالة “أخبار اليوم” ان موقف مصر هو عدم السير في تسييس الحكومة من خلال ادخال حزبيين الى التركيبة الوزارية، والتسامح مع حزب الله ، وهذ الموقف اقرب الى السعودية.
وكان وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، قد انتقد – في حديث للـ CNN منذ يومين- الطبقة السياسية في لبنان واشترط إجراء إصلاحات جوهرية لمواصلة المملكة دعمها له، معتبرا ان “حزب الله”، يتمتع بحكم الأمر الواقع وحق الفيتو على كل ما يجري في البلد ويسيطر على بنيته التحتية الرئيسة.
محاولة … ولكن!
وهنا، قال المصدر: قد يكون “التناغم” الفرنسي- الايراني اكبر من التنسيق الفرنسي – السعودي – المصري- الاميركي.
وردا على سؤال، اشار الى ان هناك محاولة جدية لاحداث خرق ولكن الطريق الذي تسلكه الجهات الديبلوماسية قد لا يوصل الى الهدف المرجو.
ضمانات لباسيل…وايران
وفي سياق متصل، اعتبر مصدر قريب من الرئيس المكلف (سعد الحريري) ان الحراك المصري مرتبط بالنتائج التي وصل اليها الحريري.
وقال، عبر “أخبار اليوم”: ربما الطرف الآخر يريد تطمينات لمستقبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل السياسي، الذي لا يمكن لاحد ان يضمنه الا اميركا. ورجّح ان تراوح الامور مكانها الا اذا حصلت ضغوطات كبيرة جدا او “معجزة سماوية”.
وختم المصدر معتبرا ان التيار اذا حصل على ضمانات لن يسأل عن اي امور اخرى، لكن الطرف الايراني في لبنان اذا شعر ان مفاوضات فيينا التي بدأت اليوم، فيها اي نوع من الاشكال التي لا تناسبه سيظهر وبقوة على انه المعطل الحقيقي.