في موازاة الاندفاعة الدولية، سألت مصادر مواكبة للإتصالات في شأن الاستحقاق الحكومي عن التفاصيل التي لا يمكن القفز فوقها من قبيل: هل يلتقي الرئيس المكلّف سعد الحريري برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل؟ ومعلوم انّ عقدة العقد تكمن في حصول اللقاء من عدمه، وهو أحد شروط العهد، ويكفي التذكير بموقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، عندما التقى رئيس الجمهورية ميشال عون، وصرّح من القصر الجمهوري بضرورة ان يلتقي الحريري بباسيل.
كذلك سألت المصادر عبر «الجمهورية»: «ماذا عن الثلث المعطِّل، وهل فعلاً تنازل عنه العهد، أم يسعى لانتزاعه مداورة لا مباشرة؟ وكيف ستُحلّ عقدة رفض رئيس الجمهورية ان يسمّي الرئيس المكلّف وزيراً مسيحياً ضمن حصته؟ وماذا عن عقدة وزارتي الداخلية والعدل؟ وهل وافق الحريري على تشكيل 888 بعدما كان أعلن تمسّكه بالـ18 وزيراً ونقطة على السطر؟».
وفي موازاة هذه العينة من التفاصيل التي يبدأ تعدادها ولا ينتهي، ماذا عن موقف واشنطن من الحراك الدولي الحكومي؟ وهل تؤيّد هذا الحراك وتدعمه؟ وماذا عن موقف الرياض، وهل ستدعم مادياً الحكومة الجديدة في ظلّ حاجة لبنان الماسة للدعم المادي الذي مفتاحه السعودية؟ وماذا عن طهران التي بدأت مفاوضاتها النووية، فهل تربط بين تشكيل الحكومة في لبنان وبين هذه المفاوضات، على قاعدة تجميع الأوراق تحسيناً لشروط مفاوضاتها؟
وبمعزل عمّا تقدّم من هواجس مشروعة تأسيساً على تجربة الأشهر الأخيرة، وبمعزل أيضاً عن التساؤلات التي تعكس واقع الحال وأزمة الثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، إلّا انّه لا يمكن إشاحة النظر عن قوة دفع دولية استثنائية لتوليد الحكومة، فهل ستصل إلى خواتيمها السعيدة؟ لا شك في انّ الأيام القليلة المقبلة ستكون كفيلة بتقديم الإجابة الشافية: قمحة أو شعيرة؟