كتبت أنديرا مطر في “القبس”:
من مصر الى باريس الى الفاتيكان، حركة دبلوماسية نشطة، ومساعٍ حثيثة لاقناع المسؤولين اللبنانيين بتشكيل حكومة تضع حدا للانهيار المتسارع على كل الصعد، بعدما بلغت الأوضاع المعيشية شفير الانفجار في ظل تحليق جنوني لأسعار المواد الغذائية، وانقطاع التيار الكهربائي، وتجدد ازمة المحروقات.
وتوازياً مع الضغوط العربية والغربية، تتجه الأنظار الى ما ستفضي اليه اجتماعات فيينا النووية.
مصادر سياسية أفادت القبس بأن الاندفاعة التي تشهدها الساحة اللبنانية لن تفضي الى شيء طالما ان ايران تستخدم لبنان ورقة بانتظار الحل المتكامل مع الغرب، وهي ليست مستعدّة لتقديم أيّ تنازل في عملية تأليف الحكومة.
وتشير المصادر الى ان حزب الله يترك لبعض اللاعبين هامش الحركة، بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات النووية الايرانية – الأميركية.
في الاثناء، يزور وزيرُ خارجية مصر سامح شكري بيروت اليوم آتياً من باريس حيث التقى نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان. وهو سيلتقي كل الأطراف المعنية بالتأليف ويعقد مؤتمرا صحافيا في ختام لقاءاته.
ومع استعداد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لزيارة العاصمة الفرنسية ولقائه المسؤولين هناك، يستعد الحريري للسفر مجددا الى الفاتيكان في الساعات المقبلة، وقد يعرج الى باريس قبل الانتقال الى روما. وفي حين بقيت لقاءات باسيل الفرنسية غامضة أكدت مصادر إعلامية ان الإدارة الفرنسية اقترحت جملة أفكار لم تعتمد حتى الآن أياً منها، من بينها زيارة باسيل ولقائه مسؤولين فرنسيين لم يتحدد من هم، وان يصار الى جمع الحريري بباسيل في باريس، الامر الذي لم يوافق عليه الحريري بعد.
كما طُرحت ايضا دعوة أكثر من طرف لبناني على علاقة بعملية التأليف، كالرئيس الحريري وحركة أمل والحزب الاشتراكي، لزيارة باريس وعدم اقتصار هذه الدعوة على طرف بعينه.
خصوم باسيل في الداخل والخارج رأوا ان دعوة باسيل الى فرنسا هي إعادة تعويم للرجل «المنبوذ» منذ انتفاضة 17 تشرين، وهم يعتبرون ان باريس تريد انقاذ مبادرتها بأي ثمن وهي تقدم تنازلا تلو الاخر منذ اطلاق مبادرتها الانقاذية، بدءا من تخليها عن مبدأ المداورة وقبولها منح وزارة المال للثنائي الشيعي الى تخليها عن حكومة المهمة لمصلحة حكومة اقرب الى تصور حزب الله والفريق الرئاسي.
في المقابل، تشدد مصادر إعلامية فرنسية بأن الغاية من استقبال باسيل هي انتزاع موقف واضح منه بتخليه عن الثلث المعطل ومنحه الحكومة الثقة. وتلفت الى أن باسيل، الذي عمل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على ترتيب زيارته، لن يكون مدللا لدى الفرنسيين كما يروج البعض، بل سيسمع رسالة فرنسية واضحة بأن الاستمرار في التعطيل لن يكون لمصلحته. وتذكر المصادر بأن العقوبات الأوروبية ليست مجرد تهويل ولن يكون باستطاعة باسيل الزعم بأنها عقوبات سياسية كما فعل مع العقوبات الأميركية.