أكدت مصادر في القصر الجمهوري لـ”المركزية” ان صورة واضحة ارتسمت لديها عمّا يقوم به رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في جولاته الخارجية من بثّ أفكار تؤذي إستقرار لبنان، إذ تكرّرت على لسان مسؤولين وسفراء عرب زاروه عبارات الخوف على الدستور ووثيقة الوفاق الوطني التي تم توقيعها في الطائف عام 1989.
واعتبرت ان إختلاق مخاوف غير موجودة هو في حد ذاته ضربٌ للطائف من بيت أبيه، لافتة الى ان إيهام الدول العربية بوجود خطر على الطائف هو بحدّ ذاته خطر على الدستور وعلى الميثاق، ومن شأنه أن يفتح الباب لما هو مرفوض منا أي البحث في تعديل الدستور بالإنتقال من المناصفة الى المثالثة، وهو للأسف ما يُظهره أداء الحريري وقيادات سياسية باصرارهم على نوع مرفوض من المثالثة في الصيغة الحكومية المطروحة.
ولفتت المصادر الى ان لا وجود لاي خطة للمس بالدستور ولا بالميثاق ، الا في مخيلة الذين يروجون لها، ولا حاجة الى التذكير تكرارا بمدى تمسك رئيس الجمهورية بالدستور الذي اقسم على الالتزام به والحفاظ عليه.
ولاحظت مصادر القصر أن القادة والمسؤولين في الدول التي زارها الحريري عكسوا خوفاً زرعه الرئيس المكلّف لا أساس له من الصحّة، وأخطر ما فيه أنه يضرب الأركان الدستورية للدولة من خلال المسّ بصلاحية رئيس الجمهورية الذي أعطاه الدستور مفتاح تكوين السلطة من خلال التوقيع على مرسوم تشكيل الحكومة ومرسوم قبول إستقالتها ومرسوم تكليف رئيسها.
وختمت: إذا كانت للحريري أسبابه بإفتعال أزمات سياسية لتأجيل تشكيل الحكومة، فعليه أن يعلم أن إرتدادات ما يقوم به في الخارج خطيرة، والصورة التي يرسمها عن الوضع في لبنان مخالفة للواقع وقد تؤدي الى إنقلاب السحر على الساحر.