أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أنه لا وجود للتفاوض المباشر أو غير المباشر بين بلاده وواشنطن بل “لا حاجة للتفاوض مع الولايات المتحدة”، متهما “البعض” في إدارة جو بايدن بالالتزام بعقوبات إدارة ترامب أكثر من الالتزام بالاتفاق النووي المبرم مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
واشار خطيب زاده في مقابلة مع شبكة CNN الى أنّ “الإجراءات في فيينا سارت في الاتجاه الصحيح، وتم اتخاذ خطوات إيجابية من قبل دول 4+1، لقد أظهرت محادثات فيينا أن التقدم ممكن، وأن الزخم الإيجابي الذي أوجدته مجموعة 4+1 وإيران يمكن أن يستمر، شريطة أن تكون الولايات المتحدة على استعداد للوفاء بالتزاماتها بالقرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن، وفي الوقت نفسه، نحن في وضع حساس يبدو أن هناك أشخاصا في الإدارة الأميركية ملتزمين بعقوبات ترمب أكثر من التزامهم باتفاق الرئيس أوباما النووي”.
واضاف “أعتقد أن هذا قرار سياسي يجب على الرئيس بايدن اتخاذه”، وتساءل “هل يريد بايدن تعريض الصفقة النووية، التي تم توقيعها خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس (أوباما)، للخطر بسبب إرث ترامب؟ أم أنه يريد الابتعاد عن هذا الفشل؟”.
واعتبر خطيب زاده انه “لطالما كانت إيران شديدة الشفافية بشأن الاتفاق النووي، حيث كانت مجموعة 5 + 1 وإيران والاتحاد الأوروبي، عقدت مفاوضات صعبة (في 2015)، وفي النهاية وقعنا هذه الاتفاقية وأكملناها وحاولنا تنفيذها، ومنذ ذلك الحين، تشدد إيران على أنه يجب على الجميع الامتثال الكامل للاتفاق النووي، وكانت إيران تنفذ الاتفاق بشكل كامل ودقيق لعدة سنوات حتى بعد مرور عام على انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاقية، لقد أوضحت إيران تماما أن جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران بشكل غير قانوني، أي العقوبات المفروضة وتلك التي أعيدت والعقوبات التي تغير وصفها من قبل إدارة ترامب، يجب رفعها في الوقت المناسب وبطريقة يمكننا التحقق منها، لذلك هذا الموقف الإيراني واضح تماما”.
كما شدد على أنه: “لم يتم إجراء أي حوار مباشر أو غير مباشر، سواء في فيينا أو في أي مكان آخر، حيث لا توجد حاجة إلى مفاوضات، لقد تم التفاوض حول الاتفاق النووي لمرة واحدة وبالتفصيل الكامل، إن ما تقوم به الآن مجموعة 4 + 1 وإيران والاتحاد الأوروبي- كمنسق للاتفاق النووي- هو ضمن الآلية الداخلية للاتفاق والتي تسمى اللجنة المشتركة، والهدف هو تحديد قائمة العقوبات الكاملة التي يجب على الولايات المتحدة رفعها، لمجموعة 4+1 قنواتها الخاصة للتحدث مع الولايات المتحدة والبحث عن وجهات نظرها”.
ولم ينفي خطيب زاده إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة في المستقبل، قائلًا: “تعتمد إمكانية التفاوض بين إيران والولايات المتحدة مرة أخرى على عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق حيث يوجد الآخرون، ولكن حتى ذلك الحين لن يكون هناك حوار مباشر أو غير مباشر بين الجانبين”.
ثم بثت قناة “سي إن إن” تصريحات نيد برايس، الذي قال: “نعتقد أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وانتهاكات إيران لحقوق الإنسان، ودعم إيران للقوات المخربة بالوكالة، ودعم إيران للإرهاب، كل هذه الأمور تشكل تحديات أساسية لنا ولشركائنا الإقليميين، لهذا السبب نواصل التصدي لهذه القضايا، بما في ذلك من خلال العقوبات”.
وردا على سؤال ما إذا كانت إيران مستعدة لمناقشة قضايا أخرى، لفت خطيب زاده الى أنه “يجب رفع جميع العقوبات دون التفريق بين العقوبات.. أما فيما يتعلق بالمسائل الأخرى التي ذكرتيها، فأعتقد أنك تعرفين أفضل مني أنه لا يوجد بلد على هذا الكوكب يتخلى عن أمنها القومي، والصواريخ هي أداة دفاعنا وقضيتنا الدفاعية، لذلك لا أحد يتفاوض حولها”.
ثم حاول عزل البرنامج الصاروخي والسياسة الإقليمية الإيرانية عن الاتفاق النووي، فقال: “الشيء الوحيد الذي اتفقنا عليه مع الولايات المتحدة هو حل القضية النووية، ولكن للأسف قررت الولايات المتحدة تحويل هذه الاتفاقية إلى نقطة الخلاف بين الجانبين، نأمل حقًا أن تتمكن الولايات المتحدة من حل هذه المشكلة، ونقطة أخيرة هي أنه يبدو أن هناك أشخاصا داخل الحكومة الأميركية يحاولون الحفاظ على بعض العقوبات واستخدامها كورقة ضغط ضد إيران، لقد جربوا هذا مرة واحدة وفشلوا..”.