فاجأ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مساء أمس الرهبانية المارونية المريمية بزيارة تهنئة للرئيس العام الجديد الأباتي بيار نجم.
فقد وصل جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع الى دير سيدة اللويزة ولاقاهما النائب شوقي الدكاش ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد الى الدير في ختام التهانئ، وكان في استقبالهم المفوض الحبري في الرهبانية المطران حنا علوان والأباتي نجم ومجلس المدبرين وعدد من الرهبان، وبعد لقاء في الصالون الكبير انتقل الجميع الى مائدة العشاء.
وألقى الأباتي نجم كلمة رحب فيها برئيس حزب القوات اللبنانية وعقيلته النائب جعجع وبالنائب الدكاش ومراد، وقال لقد تكلل النهار الطويل والغني باستقبال أصدقاء تجمعنا بهم المحبة والاحترام لتاريخهم وأشخاصهم. وبعدما هنأ الأباتي نجم جعجع والجميع بالسلامة من الإصابة بكورونا، لفت الى التقدير المتبادل والمحبة التي لم تبخل بها القوات للرهبانية المريمية، منوها في الوقت عينه بالفكر والقيم التي يحملها الحزب ورئيسه وما تعنيه من حرص على الوطن وعلى المؤسسات المسيحية.
واضاف وجودنا هو رسالة تمتد على مدى بضعة عشر قرنا عشناها بالصمود والمقاومة، بفضل ما يجب التمسك به لا سيما في هذه المرحلة من تضامن وتعاون.
وأضاف إننا نعتز بصداقتكم ونعتمد عليكم في المثل الذي تلتزمونه بعيش الرسالة في العمل السياسي، في ظل تنامي الشعبوية والاعتبارات الخاصة والمماحكات، كما يلفت الى ذلك غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
ونوه بوقوف القوات الى جانب اللبنانيين في تأمين اللقاحات لمواجهة كورونا، وفي خدمة المجتمع.
ثم تحدث رئيس الحزب فقال: “إن المناسبة ليست مناسبة للتهنئة فحسب بارتقائكم رئيسا عاما، بل أيضا انها مناسبة لنعود ونمر بأحد ابرز مواقع المقاومة التاريخية في بلادنا. فالبعض ينسى ان مجتمنا هو مجتمع رهباني بامتياز، وعندما نتخلى عن أخلاقيات وروحانية الرهبانيات ينتفي وجودنا. إننا مسرورون جدا بهذه المناسبة ونتطلع الى مواصلة المسيرة معا، لقد مرت علينا ظروف صعبة على مدى التاريخ، ولا بد أن نصل الى النقطة التي نستبشر بها خيرا كثمن للنضال في خدمة المجتمع”.
وتابع: “لا يمكن اللقاء مع الرهبانية المريمية من دون ذكر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ابن هذه الرهبانية وبيئتها. وهو اليوم، وخلافا لتوقعات كثيرين، يلعب الدور نفسه الذي لعبه يوحنا مارون والبطاركة الكبار. فليس قليلا في هذا الزمن الصعب ان تعود بكركي قبلة الأوساط السياسية المحلية والدولية من عربية وأجنبية، انطلاقا من قوة مواقف سيدها التي تدفع حتى وسائل الإعلام العربية وخلافا لسواه الى التعاطي معه كرأس حربة لبنان، لانه لا يدافع عن الموارنة او عن مصالحه، بل يجسد مبادئ الكنيسة ويدافع عن لبنان الكيان بجميع ابنائه، وإننا نتمنى له دوام الصحة وتمام العافية”.
وقد دوّن الدكتور جعجع الكلمة التالية على سجل الشرف: “هذه مناسبة ليست ككل المناسبات، أولا لأنها الرهبنة المريمية، وثانيا لأنه ” ابونا” بيار، وسأستمر بمناداته أبونا بيار، حتى لو أصبح لقبه الرسمي أباتي. هذا ما دفعنا زوجتي ستريدا وأنا لهذه الزيارةالتي تعني لنا الكثير. مبروك للرهبنةالمريمية بالدرجة الأولى، وللرهبانيات جميعا والكنيسة جمعاء بالدرجة الثانية، وللشعب اللبناني ككل بالدرجة الثالثة. سمير وستريدا جعجع”.