ينتظم وقع محادثات مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية دايفيد هيل التي يجريها في بيروت اعتبارا من مساء اليوم مع ترددات زيارة رئيس دبلوماسيته وزير الخارجية أنطوني بلنكين الى بروكسيل في التوقيت نفسه، حيث يواكب اعتبارا من اليوم التحضيرات لانعقاد مجلس وزراء الخارجية الاوروبي، وينتهز الفرصة لإعادة الدفع في اتجاه فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على معطلي تشكيل الحكومة من المسؤولين اللبنانيين.
واذ يلتقي بلينكن بشكل منفصل مع وزراء خارجية من دول الاتحاد في مقدمهم نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، فإنه يعقد اجتماعات متعددة الأطراف مع عدد من وزراء الخارجية ليشدد امامهم على انزلاق الوضعين السياسي والاقتصادي في لبنان الى مستوى يصبح معه من الخطورة بمكان السيطرة على الوضع الامني ما يؤثر تاليا على امن دول اوروبا. وتبعا لذلك، يشكل لبنان احد بنود محادثات المسؤول الاميركي الذي يبحث في رحلته الى بروكسل الأولويات الرئيسية والتحديات المشتركة بين الولايات المتحدة واوروبا، ومن بينها مخاطر ما يحصل في لبنان والتأثير السلبي لسلوك افراد وكيانات لبنانية على تهديد الامن والاستقرار العالمي.
بلينكن الذي اوفد نائبه دايفيد هيل الى لبنان، ينظر في الملف عن كثب، بحسب ما تؤكد اوساط اميركية، وقد ناقش تفاصيله في زيارته الاخيرة الى بروكسل الشهر الماضي، حيث التقى المسؤولين الاوروبيين في خلال اجتماع وزراء الخارجية في الاسبوع الاخير من آذار الماضي بالتزامن مع ضغط اميركي متعاظم جاء من البيت الأبيض نفسه في اتجاه عقوبات اوروبية مماثلة لتلك التي اتخذتها الادارة الأميركية السابقة في حق شخصيات لبنان.
وفي السياق، يلفت مصدر رفيع المستوى لـ “المركزية” في هذا الشأن الى ان تلك العقوبات لا تخضع للمراجعة من قبل الادارة الحالية للرئيس جو بايدن، كون الامن القومي الاميركي فوق اي اعتبار، لا بل ان عمل وزارة الخزانة في مثل هذه الحالات يكون غير قابل لإعادة التدقيق باعتباره مبنياً على براهين وإثباتات في اطار تأمين الاستمرارية.
واستنادا الى الدخول الاميركي المزدوج على الخط اللبناني الحكومي، بين بيروت وبروكسيل، بالمباشر او عبر الاوروبيين، تتوقع مصادر سياسية مطلعة ان يطرأ تغيير ما على المشهد اللبناني من دون تحديد طبيعته، وما اذا كان على المستوى الحكومي او غيره، داعية في المقابل الى رصد زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى موسكو غدا وما قد تسفر عنه من نتائج بعدما سمت موسكو بالاسم الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة في اعقاب اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي الشهر الماضي. فهل يفعل الحراك الثلاثي الابعاد الموزع بين موسكو وواشنطن وبيروت فعله في تحرير الحكومة من قبضة خاطفيها ام تبقى سطوتهم اقوى؟