كتب ميشال غندور في الحرة:
دعت وزارة الخارجية الأميركية لبنان وإسرائيل إلى “التفاوض حول الحدود البحرية المختلف عليها بين البلدين، وذلك على أساس المطالبات البحرية السابقة المقدمة إلى الأمم المتحدة”.
وجاءت هذه الدعوة بعدما وقع وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ميشال نجار، مرسوما لتعديل المرسوم رقم 6433 المتعلق بـ”ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة جنوب لبنان”.
لكن هذا المرسوم لم يوقع من قبل الرئيس ميشال عون كما كان متوقعاً، حيث رأت الرئاسة أن مشروع التعديل المقدم لا يمكن تمريره بدون موافقة مجلس الوزراء كي يتم التعديل بشكل قانوني.
وتعليقاً على خطوة وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، رفض الكشف عن اسمه للحرة، إن “الحدود البحرية هي قرار يتخذه كل من إسرائيل ولبنان”.
وأكد أن “الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للتوسط في مناقشات بناءة وتحث كلا الجانبين على التفاوض على أساس المطالبات البحرية الخاصة بكل منهما والتي أودعت سابقاً في الأمم المتحدة”.
ويأتي هذا الموقف في وقت يجري فيه وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، محادثات في بيروت تستمر يومين بناء على طلب وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وكان بلينكن قد أجرى مشاورات عبر الهاتف مع نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، يوم الجمعة الماضي، عبّر خلالها الجانبان “عن رغبتهما المشتركة في رؤية القادة اللبنانيين يطبقون إصلاحات حاسمة من أجل الصالح العام لشعبهم”.
وإضافة إلى قضية تشكيل حكومة جديدة تحقق الإصلاحات المالية والاقتصادية وتحارب الفساد وتخرج لبنان من أزماته، لا بد من أن تشمل محادثات هيل مع المسؤولين اللبنانيين ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والإجراءات الفجائية التي اتخذها وزير الأشغال اللبناني الاثنين، وتزامنت مع وصول هيل إلى العاصمة اللبنانية والتي قد تؤثر على ملف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل برمته.
ويشمل التعديل الجديد الذي وقعه وزير الأشغال الاثنين إضافة 1430 كلم مربعا إلى لبنان من حدوده البحرية المشتركة مع إسرائيل، ليصبح بذلك حجم المنطقة المتنازع عليها 2290 كيلومترا، وذلك استجابة لمقترح تعديل أعلن عنه الجيش اللبناني الشهر الماضي.
يذكر أنه في تشرين الأول الماضي انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية، رعاها مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر. إلا أنه وبعد انعقاد 4 جلسات من المحادثات، أعلن عن إرجاء الجولة الخامسة التي كانت مقررة في 2 كانون الأول الماضي إلى أجل غير مسمى.
فهل تنجح زيارة هيل إلى بيروت هذه المرة بعد زيارتين قام بهما عامي 2019 و2020 في تحريك القضيتين: تشكيل حكومة جديدة تلبي تطلعات اللبنانيين واستئناف المفاوضات أو واحدة على الأقل؟