كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
على الرغم من الحركة الديبلوماسية، والزيارات من والى لبنان…فان لا جديد تحت الشمس في ملف تأليف الحكومة، بدء من العقبات الداخلية والخارجية، وصولا الى محاولة عقد جلسة للحكومة المستقيلة.
وفي قراءة لهذا الواقع، رأى الوزير السابق رشيد درباس ان الاستعصاء القائم حول تشكيل الحكومة العتيدة، هو استعصاء مزدوج له شقه الداخلي المعروف الاسباب والمرجعية، والذي ربما يستقوي بالجانب الخارجي المتعلق بالملفات الاقليمية وتحديدا المفاوضات التي ما زالت في طور “الاحماء” بين ايران ودول مجموعة الـ 5+1 .
وتعليقا على زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، قال درباس، عبر وكالة “أخبار اليوم”، ما تسرّب إليّ ان المسؤول الاميركي جاء ممتعضا ولم يخف يأسه من هذا الحائط المسدود الذي لم يجد فيه كوة واحدة، وهو ينظر بعين الريبة الى مسألة ترسيم الحدود، اذ اعتبر ان الامر ينطوي على افشال مسبق لمهمته او انه قد يكون محاولة لفتح حوار لا يبدو ان الجهة الاميركية جاهزة له في هذه الايام.
كما لاحظ درباس ان هيل كرر ما فعله وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي زار بيروت الاسبوع الفائت، لجهة استثناء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ما يعني ان مسؤولية ما، تُحمّل له ولتياره.
الى ذلك انتقل درباس الى زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى موسكو حيث استقبل بحفاوة الى جانب دعوته الى الفاتيكان، قائلا: الزيارة والدعوة ليست الا تأكيدا من المجتمع الدولي على ثقتهم بالدور الذي يمكن ان يلعبه الحريري في سبيل تحقيق بعض الانفراج السياسي والاقتصادي، وذلك بحكم ادائه المتصالح والمعتدل وعلاقاته الدولية.
وشدد درباس على ان هدف الحريري ليس تسجيل النقاط بل هو يعلم تماما ان المجتمع الدولي قد وضع مواصفات للحكومة التي يمكن ان يتعاون معها. وذكر ان المجتمع الدولي، قرر هذه المرة ان المساعدات التي سيرسلها الى لبنان لن تكون في كيس مثقوب لا بل يجب ان تكون في كيس متين، ويرى (اي المجتمع الدولي) ان هذا الكيس يتمثل بحكومة من الاختصاصيين الذين لا يرتهنون بمواقفهم وادائهم الى اي جهة سياسية، بمعنى انهم يرغبون بان يكون هناك وزراء يستطيعون على طاولة الحكومة اتخاذ القرارات داخل غرفة الاجتماعات، لا انتظار التعليمات التي تأتي من خارجها عبر الاتصالات بما يسمى “مرجعيات الصف الاول”.
على صعيد آخر، استبعد درباس ان يكون عدم توقيع مرسوم الحدود من قبل الرئيس ميشال عون بسبب انتظار زيارة هيل، قائلا: هذا الامر لن يفتح كوة في الموقف الاميركي، فـ”هذا ما لاحظته من تصريحات هيل ولقاءاته مع مختلف الجهات”.
واضاف: لكن ما لفتني ان رئيس الجمهورية قد علق التوقيع على اجتماع لمجلس الوزراء، وكأنه يريد بذلك اعادة احياء الحكومة المستقيلة بصورة قيصرية، وجاء هذا بعد ما صرّح به او نقلته عن لسانه جريدة “الاخبار” بان الحريري لا يصلح لتأليف حكومة اختصاصيين لانه ليس اختصاصيا.
وتابع: لا اعلم انه في الجامعات يوجد فرعا متخصصا لتخريج رؤساء الحكومات، لكن ما اعرفه ان الرئيس الحريري قد سمي من مجلس النواب، ومن واجب رئيس الجمهورية وانطلاقا من صلاحياته الدستورية ان يسهّل مهمة التأليف وان كانت التسمية غير متوافقة مع هواه السياسي.
وختم: من هنا ارى ان احالة المسألة الى اجتماع لمجلس الوزراء المنحل او المستقيل هي محاولة لايجاد البديل عن الفراغ المستحكم الذي يبدو ان الرئاسة لا تنوي ان تضع له حدا.