IMLebanon

هل تبدّلت نظرة الادارة الاميركية تجاه “الحزب”؟

في اعقاب زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومن على منبر قصر بعبدا، رأى وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط  دايفيد هيل أن “تكديس حزب الله للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوض مؤسسات الدولة الشرعية. إنه يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر. وإيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية”. واضاف “هذا يأخذني إلى موضوع تجديد المفاوضات الأميركية حول برنامج إيران النووي. إن العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصب في مصلحتنا وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية عملنا”. واردف “فيما نتطرق إلى العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار، لن تتخلى أميركا عن مصالحها وأصدقائها في لبنان”.

في موازاة هذا الموقف “القاسي” في حق حزب الله، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، كان التقرير السنوي الخاص بتقييم المخاطر لعام 2021 والذي تعده أجهزة الإستخبارات الأميركية، يخصّص، الخميس، فقرة للتحذير من الخطر المتأتي عن كيانات كـ”داعش” و”القاعدة” و”حزب الله” على المصالح الأميركية، داعياً إلى ضرورة مواصلة الضغوط عليها. واذ كشف التقرير الاستخباراتي أنّ “حزب الله” يسعى لتطوير “قدراته الإرهابية لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة”، نبّه من “احتمال شن “حزب الله” اللبناني هجمات ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”، مضيفا “نتوقع من “حزب الله”، بالتنسيق مع إيران والجماعات الشيعية المسلحة الأخرى، مواصلة تطوير قدراته الإرهابية كوسيلة ردع وخيار انتقامي ضد خصومه”. واشار الى أن “حزب الله” يحتفظ بالقدرة على “استهداف المصالح الأميركية، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، داخل لبنان وخارجه، وبدرجة أقل داخل الولايات المتحدة”.

كلام الدبلوماسي الاميركي، العالي النبرة تجاه الحزب، مضافا الى التقرير هذا، يؤكّدان بحسب المصادر، ان نظرة ادارة الرئيس جو بايدن الى حزب الله، لم تتبدّل، ولا تزال نفسها وتكاد تكون نسخة طبق الاصل عن تلك التي اعتمدها سلفه دونالد ترامب. واذا كان المحور الممانع هلّل لرحيل الجمهوريين عن البيت الابيض، فإن فرحتهم هذه لم تدم طويلا، تتابع المصادر. فحتى الساعة، الصرامة تطبع تعاطي واشنطن مع الحزب، وهذا الحزم سيستمر الى ان يتم ايجاد تسوية لدور ايران في المنطقة، وهذا ما المح اليه هيل من منبر بعبدا، يفترض ان تلحظ في بنودها حلا لسلاح الحزب، تطبيقا للقرارات الدولية والاممية التي صدرت منذ سنوات وتطرقت الى هذا الملف الشائك، من الـ1559 وصولا الى الـ1701.

وبينما تشير الى ان هذه “التسوية”- الجاري طبخها على نار حامية في فيينا وسواها- يريد حزبُ الله (بدعم ايراني) ثمنا مقابل إبرامها، كتعزيز دوره وحجمه في النظام اللبناني وتوازناته، تلفت المصادر الى انه وفي انتظار الحل الكبير، تبدي الادارة الديموقراطية اليوم ليونة تجاه عملية تأليف الحكومة اللبنانية، لم تكن موجودة ايام الجمهوريين. اي انها تبدو تفصل بين مسألتي التشكيل وسلاح الحزب. هذا الفارق البسيط بين الادارتين، وضع هيل المسؤولين اللبنانيين في صورته، ويفترض ان يساعد في إبصار الحكومة النور. لكن بحسب المصادر، يبدو ان الحسابات الخاصة، التي يعطيها التيار الوطني الحر الاولوية اليوم – وهو ما بات معروفا من قِبل الداخل والخارج – والتي تحظى بغطاء من حزب الله الممتنع عن اي تحرّك، لن تتمكّن من تحرير الحكومة قريبا، رغم الليونة الاميركية، في انتظار ضوء اخضر ايراني على الارجح.. تختم المصادر.