لم تبدل المساعي الداخلية والتدخلات الخارجية المبذولة من اكثر من جهة ودولة منذ اندلاع ثورة السابع عشر من تشرين الاول حتى اليوم في صورة الوضع المأسوي القائم في البلاد الذي يزداد مع انقضاء كل يوم تفاقما، سواء على الصعيد السياسي المتصل بتشكيل حكومة توقف التدهور الحاصل وتمهد الطريق امام انقاذ البلاد من المصير الاسود والمحتوم الذي يتهددها أو المالي الذي ينذر بالجوع أن لم يتم تداركه عاجلا سيما وأن مؤشراته بدأت تتجسد واقعا على الارض من خلال ارتفاع معدلات الجريمة والسرقة التي ترتكب في وضح النهار، أو تقاتل المواطنين داخل المحال التجارية للحصول على كيس أرز أو سكر يباع بالسعر الدعوم .حتى ان زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية السفير ديفيد هيل لبيروت لا يبدو انها حققت المأمول منها خصوصا لجهة اخراج تشكيل الحكومة من عنق الزجاجة العالقة فيها على ما يقول لـ”المركزية” عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم الذي يرى أن الله لايبدل بقوم أن هم لايبدلوا بأنفسهم ، وكما يؤكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الازمة كما حلها هما من “عندياتنا “. لذا ان زيارة السفير هيل لم يكن لها هذا التأثيرعلى الواقع اللبناني ،وهي بالطبع لحظت المصلحة الاميركية. مع العلم أنه جاء مودعا بعد انتهاء مهامه وتاليا دوره.
وعن العودة الى المفاوضات البحرية التي كان الرئيس بري ارسى اتفاق الاطار لها يقول هاشم أن بري مفاوض كبير ولا احد يتقدم عليه في الحفاظ على المصلحة الوطنية.
بدوره عضو الكتلة النائب ميشال موسى يقول حول لقاءات هيل الداعمة لبعض القيادات والمسؤولين أن السياسة الاميركية هي استمرار ولا تتبدل مع تبدل الرؤساء والادارات وهي في لبنان معروفة المسار داعمة للمؤسسة العسكرية ، وفي اي حال المطلوب عاجلا تشكيل حكومة قادرة على انقاذ البلاد من الهوة المتدحرجة اليها وذلك قبل فوات الاوان والغرق التام الذي حذر منه الرئيس بري ويعمل لتداركه من خلال المبادرات والطروحات التي يتقدم بها لتسهيل ولادة الحكومة المتعثرة.
اضاف موسى : يبقى الحوار هو الاساس والمطلوب لان التصلب في المواقف يزيد الامور تعقيدا .ولبنان لم يقم ولن يقوم الا على “التفهم والتفاهم” وهي الصيغة الاساس لتلاقي مكوناته وعيشهم المشترك.