كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
دخل الرئيس حسان دياب السراي الحكومي على وقع أزمة سياسية حادة وانهيار اقتصادي ومالي متسارع دون النجاح في وضع حدّ له، بعدما كانت تجربته في “السلطة” المرة الأولى في العام 2011 وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي ولدت بعد اسقاط حكومة سعد الحريري آنذاك بقرار من حزب الله وحلفائه بمن فيهم التيار الوطني الحرّ، وبعد تسع سنوات عاد الى اعلى منصب سُنيّ في الدولة اللبنانية أي رئاسة الحكومة، غداة إعلان الحريري عزوفه عن ترؤس الحكومة مجدداً، وبدعم واضح من الفريق عينه!
ودارت الايام الى ان بدأ دياب “يتمرّد”… فلم ينصع الى قرارات الفريق الذي اتى به الى الحكم؟… فهل هو بمواقفه هذه يستعد للانضمام الى نادي رؤساء الحكومات السابقين، ويحضّر شروط الانتساب، بعد تأليف الحكومة – عاجلا ام آجلا- فبالعودة الى السنوات السابقة، كان محسوبا على ميقاتي، حين كان الآخير من اشدّ خصوم تيار “المستقبل”… وفي السياسة ما من شيء ثابت اذ نجد اليوم ان الحريري وميقاتي في خندق واحد، رغم الكثير من الاختلافات بينهما!
بطاقة انتساب
فقد اشار مرجع سُنيّ الى ان دياب لا يبحث عن بطاقة انتساب الى نادي رؤساء الحكومات السابقين، بل هو في الواقع ينطلق من تجربة مريرية.
وقال المرجع، عبر وكالة “أخبار اليوم”، في مرحلة تكليف دياب وما قبلها، ظنّ انه يستطيع ان يكون رئيس حكومة تقوم بالانقاذ، ولكنه اكتشف ان هذه الحكومة على الرغم من الوزراء المشاركين فيها الذين “حملوا من الاختصاص الصفة فقط”، كانوا عبارة عن اشخاص مرتبطين بالاطراف الحاكمة التي تحركهم… ورغم بذور الفشل الذي حملتها تركيبة الحكومة في حدّ ذاتها، اتت كل الكوارث على ايامها، وحين حاول دياب القيام بتسويات كان يواجه بالصدّ… الى ان وصلنا الى الفضيحة الكبيرة الخلاف بشأن معمل سلعاتا، الامر الذي جمّد خطة الكهرباء التي كان يراهن عليها دياب لتحقيق انجاز ما… وبعد ثلاثة اشهر وقع انفجار مرفأ بيروت الذي جعل دياب يشعر ان هذه الحكومة فاشلة ولا يمكنها ان تقوم بشيء خصوصا وانها اخذت طابعا جعلها تُقاطَع من قبل كل الدول العربية والغربية، الامر الذي كان احد اسباب شح الدولار وانفجار الازمة الاقتصادية بأبشع صورها…
واضاف المرجع: من دون الدخول في التفاصيل التي يدركها جميع اللبنانيين، وجد دياب انه “لا يستطيع ان يقلّع”… فلم يجد امامه سوى خيار الاستقالة. ولكن اليوم الفريق الرئاسي وحلفاءه يسعون الى احياء حكومة تصريف الاعمال، كي يخفوا وطأة الفراغ وتداعياته، كي يمرروا من خلال هذا الهيكل الذي اصبح عظما فقط بعض الملفات منها الموازنة العامة ومنها التدقيق الجنائي.
لن يسير معهم
وتابع المرجع: لكن دياب لن يسير مجددا معهم، لانه ادرك ان هذه التجربة فشلت، وهو بالتالي غير مستعد ليضحي بما تبقى له من اجل “مغامرة معروفة النتائج سلفا”، خصوصا وان احياء الحكومة امر غير دستوري.
اضف الى كل ذلك، اشار المرجع الى ان كرامة دياب مسّت حين “استدعي بطريقة مهينة الى التحقيق من قبل المحقق العدلي السابق في انفجار المرفأ فادي صوان.
واعتبر المصدر ان هذا الاستدعاء كشف حقيقة حلفاء دياب، وبالتالي لم يعد يستجيب لهم لان تجربته الشخصية والسياسية معهم مريرة.
وانطلاقا مما تقدم هل سينضم دياب بعد تأليف الحكومة العتيدة برئاسة سعد الحريري الى نادي رؤساء الحكومات، ختم المرجع: لا ادري اما اذا كان دياب سيستمر في العمل السياسي في المرحلة المقبلة.