جاء في نداء الوطن:
عاد “المجد” الى مركزية “التيار الوطني الحر” في سنتر ميرنا الشالوحي، لكن هذه المرة من باب محاكمة ابرز مؤسسي “التيار” ومنتسبين سابقين تم طردهم وآخرين قدموا استقالاتهم.
هكذا يمضي “التيار” وقته الضائع، فشاء استغلاله للالتفات الى وضعه الداخلي المهترئ، في محاولة منه لإصلاحه وترميمه وتصفية حسابات متأخرة مع اصدقاء الامس، بعدما شلّت العقوبات الاميركية يد رئيسه النائب جبران باسيل “رئاسيا” و”سياسيا”، وخرقها عرقلة حكومية، قبل ان “يستفضي” لاجراء محاكمات وتشكيلات ومناقلات، تترك صداها الواسع في صفوف التيارين.
ولعل من مآثر “التيار” الاخيرة وليس آخرها، تتمثّل في ارسال الهيئة الاولى لدى مجلس التحكيم في “التيار الوطني الحر”، رسالة هاتفية نصّية الى هاتف مسؤول العلاقات الدبلوماسية السابق ميشال دي شادارفيان الذي كان استقال من منصبه في 18 كانون الأول من العام 2020 ، بعد ثلاثين سنة من نضاله فيه، تُبلغه فيها بوجوب حضوره الى جلسة استماع امامها في الملف 9/س/2021 ، وقد حدّدت الجلسة بتاريخ الاربعاء الواقع في 21/4/2021 الساعة الرابعة وعشر دقائق من بعد الظهر في مركزية “التيار” في سن الفيل ـ سنتر ميرنا الشالوحي.
الا أن اللافت في الامر هو استدعاء نحو 25 شخصاً آخرين، بعضهم كان قد تقدّم باستقالته من “التيار” منذ خمس سنوات، للاستماع اليهم في اليوم نفسه، وتفصل بين جلسة استماع واخرى خمس أو عشر دقائق على الاكثر.
ومن بين الذين تم استدعاؤهم السيدة لينه كمال الغريب، وقد حدّدت المحكمة موعداً للاستماع اليها بعد خمس دقائق من موعد محاكمة دي شادارفيان، أي في الساعة الرابعة وخمس عشرة دقيقة.
دي شادارفيان الذي تبلّغ طلب استدعائه عبر رسالة هاتفية كان تلقّاها امس الأول السبت، لن يحضر جلسة الاستماع اليه يوم الاربعاء امام محكمة وصفها بأنها “مهزلة” في “جرم” يجهله وقال لـ”نداء الوطن”: “يبدو انه لم يبق اي عمل امام “التيار”، فأراد أن يتسلّى قليلاً، ونتمنّى أن يهديهم الله، فيكفي أن يستمعوا الى ما تقوله الناس عنهم اليوم”.
واكد انه غير نادم اطلاقاً على تقديم استقالته، فمجريات ما يحصل داخل “التيار” اليوم “تؤكّد أكثر فأكثر صوابية الخطوة” التي أقدم عليها، وقال: “انا لا استطيع أن ادافع عن “التيار”، واليوم اكثر من اي وقت مضى”.
دي شادارفيان الذي يراقب عن بعد ما آل اليه وضع “التيار” اليوم في ظل المشاكل التي يتخبّط فيها، والخلافات التي تعصف بمنسّقي المناطق فيه، يعتبر “أنّ الأوان قد فات لإصلاح الخلل الذي يعتريه”، فـ”اللّي ضرب ضرب، واللّي هرب هرب”، ويقول:”أسفي على الآمال التي عقدناها على “التيار”، وعلى العمل الذي قمنا به وناضلنا من أجله، فإذ بجماعة انتهازية تدخل اليه لتسيطر عليه اليوم”.