أطلق وزيرا الصحة العامة والتربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن وطارق المجذوب، حملة تلقيح الأساتذة والموظفين والطلاب في الجامعة اللبنانية، في “مجمع بيار الجميل الجامعي” في الفنار، في حضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، عميد كلية العلوم بسام بدران، عميدة كلية الصحة حسنة بو هارون، مدير كلية العلوم – الفرع الثاني ايلي حاج موسى، مديرة كلية الصحة – الفرع الثاني كريستيان صليبا وفريق من الممرضين والممرضات.
واعتبر أيوب أنّ “اللحظة الأخلاقية، هي اللحظة التي نعيشها اليوم. فكما أن التدابير الوقائية في ظل جائحة كورونا كانت وستبقى واجبا إنسانيا وأخلاقيا للحفاظ على السلامة المجتمعية، كذلك التلقيح، هو خيار وواجب يفترض أن نلتزم مبادئه العامة استنادا إلى الإطار الذي وضعته منظمة الصحة العالمية، ويشمل تحقيق الأمن الصحي والاجتماعي والاقتصادي وحقوق الإنسان، وتحقيق الإنصاف في الاستفادة من اللقاحات، ورد الجميل للأفراد والمجموعات التي ساهمت في مواجهة كورونا”.
ولفت الى أن “الجامعة اللبنانية كانت سباقة في التصدي للجائحة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والمؤسسات المحلية والدولية، عبر أطقمها الطبية في وحدة كورونا بمستشفى رفيق الحريري الجامعي وفرقها ضمن وحدة التدخل لمعالجة الأزمات LU-TASK FORCE أو تلك التي تولت إجراء فحوص الـ PCR للوافدين إلى لبنان عند الحدود البرية مع سوريا أو في مطار رفيق الحريري الدولي، وقد بلغ عدد تلك الفحوص حتى تاريخه مئتين وخمسة وتسعين ألفا، إضافة إلى مساهمتها الفاعلة والمجانية ضمن خطة وزارة الصحة في الترصد الوبائي، حيث بلغ عدد الفحوص التي أجرتها على كامل الأراضي اللبنانية وفي الجامعة 72 ألف حالة”.
واشار ايوب الى أنّ: “يوم أمس، بدأت الطواقم الطبية التابعة للجامعة اللبنانية بإعطاء اللقاح للقوى الأمنية والعسكرية والقطاع العام في المركز الصحي الجامعي بمجمع الحدث المعتمد من قبل وزارة الصحة العامة. وكما كانت في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا، اتخذت الجامعة اللبنانية قرارها بتأمين اللقاح لأساتذتها وموظفيها وطلابها منذ اللحظات الأولى للاعلان العالمي عن بدء توافر اللقاحات، وتمكنت من خلال المفاوضات التي أجرتها وزارة الصحة العامة ضمن خطة خاصة بالجامعة من تأمين اللقاح المعترف به من قبل وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية، علما أن بعض التأخير في وصوله كان مرتبطا بالدول المصنعة له والتي أعطت الأولوية لتأمين احتياجاتها منه للداخل قبل التصدير إلى الخارج”.
واوضح أنّ “هذه الحملة التي تنطلق اليوم، مولتها الجامعة اللبنانية من الوفر الحاصل من مداخيل فحوص الكشف عن المصابين بكورونا التي يقوم بها مختبر البيولوجيا الجزئية في كلية العلوم ومختبر ميكربيولوجيا الصحة والبيئة في المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا بموجب اتفاقيتين موقعتين مع وزارة الصحة العامة ومع مديرية الطيران المدني لإجراء فحوصات للقادمين عبر المعابر البرية والمطار. ووفق الخطة، ستتم عملية التلقيح المجانية والاختيارية على مراحل في خمسة مراكز وهي: مجمع الحدث، مجمع الفنار، مجمع المون ميشال – الكورة، كلية الصحة العامة في مدينتي صيدا وزحلة”، واعتبر أن” توفير اللقاح لأهل الجامعة اللبنانية يمثل خطوة مهمة في مسار مواجهة جائحة كورونا وسيساعد حتما في العودة الآمنة إلى الحياة الجامعية بشكل طبيعي”.
وختم: “مع انطلاق حملتنا اليوم، نشكر وزير الصحة الدكتور حمد حسن ووزير التربية الدكتور طارق المجذوب على دعمهما الدائم للجامعة اللبنانية وتعاونهما، والشكر موصول للفرق الطبية العاملة في هذه الحملة، وطبعا نشكر وسائل الإعلام على حضورها ودورها التوجيهي للمواطنين منذ ظهور الجائحة حتى اليوم وخصوصا الدور الذي لعبته على صعيد التوعية من مخاطر كورونا وحث المواطنين على أخذ اللقاح آملين بأيام أفضل لوطننا وجامعتنا”.
بدوره، قال المجذوب: “نشارك رئيس الجامعة وأسرة الجامعة اليوم، الاحتفال بإطلاق حملة التلقيح ضد كورونا، وهي المحطة الثانية بعد المحطة الأولى التي انطلقت منذ أسابيع لتلقيح أساتذة صفوف الشهادات الثانوية. اننا نمضي قدما في عملية تحصين الأسرة الأكاديمية والتربوية والإدارية لكي نعبد الطريق نحو تعزيز شروط العودة الآمنة إلى المؤسسات التربوية والجامعة اللبنانية، ولكي ننقذ العام الدراسي ونحافظ على أثمن ما يمتلكه لبنان في أزمنة الشح والغنى، وهو الثروة البشرية. من هنا كان إصرارنا على فتح المؤسسات التربوية والمهنية والجامعية أمام المتعلمين، مع التشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية والصحية بكل دقة والتزام”.
ولفت الى أن “مبادرة الجامعة اللبنانية مشكورة، وقد توالت الجهات التي تغطي تكاليف اللقاح، مما سيسرع مناعة المجتمع ويخفض اعداد الإصابات إن شاء الله، واننا نكرر في كل لقاء مع وزير الصحة والأسرة التربوية والجامعية، أن الجهات التي تحدد فاعلية اللقاحات هي المراجع الصحية، من بينها طبعا وزارة الصحة العامة، وبالتالي فإننا نتبع إرشادات وزارة الصحة وندعو من يرغب من افراد الهيئات التعليمية والأكاديمية والإدارية لتلقي اللقاح لتعود حركة الحياة إلى سابق عهدها كما نأمل. مباركة هذه الحملة، والأمل كبير بأن يعمم هذا التحصين على المؤسسات كافة وشكرا لتعاون الجميع”.
من جهته، رأى حسن انّ “المحطات تتكرر والتحديات تزداد ولكن بهذا التعاون النموذجي وهذا الاصرار والخلفية الوطنية وبهذا الفكر المستشرق الذي نأمل ان يكون فيه الفرج للبنان وبتعاوننا جميعا نواجه هذه التحديات والصعاب لنصل حتما الى بر الامان”.
واضاف: “التعاون بين وزارة الصحة العامة والجامعة اللبنانية هو تعاون راق وخارق لكل الضوابط البيروقراطية المقيدة، لاننا عندما نعمل مع الجامعة الوطنية برئيسها وكفاءاتها، العمداء وكل الاساتذة والمدربين، نرى اننا نقدم مهمة وطنية بامتياز، تتعدى الصحة، لا بل هي درس بالمواطنة والوطنية لاننا بامكاناتنا الضعيفة كوزارة صحة عامة بحاجة إلى شريك بالرغم من ان لدينا العديد من المتطوعين من جهات صحية وطنية ومدنية، لكن التعاطي البناء الممنهج والاكاديمي على هذا المستوى من التفوق العلمي، جنبنا الكثير من علامات الاستفهام مع بداية الجائحة بالنسبة إلى الفحوص، لاننا عندما اعتمدنا مختبر الجامعة اللبنانية في كلية العلوم – الحدت، اعتمدناه كمختبر مرجعي لاجراء فحوص ال-PCR، سواء للوافدين عبر الحدود ام لحملات الترصد التي تشاركنا فيها الجامعة اللبنانية، وعندما اعتمد مختبر الجامعة سقطت كل التساؤلات، مما يؤكد اهمية هذه المرجعية العلمية التي تتقدم على سائر الصروح لتقديم هذه الخدمة من منطلق وطني”.
واشار حسن الى أن “التعاون مع الجامعة اللبنانية منذ بداية الجائحة حتى اليوم من خلال اطلاق حملة التلقيح في الجامعة، يدل على مدى استجابة هذه الجامعة برئاستها وعمدائها لكل التحديات، خصوصا مع اطلاق وزارة الصحة العامة الخطة لاعادة الحياة تدريجيا الى دوائر الدولة، لذلك كنا اطلقنا منذ اسبوعين مع وزير التربية حملة تلقيح القطاع التربوي، ومنذ اسبوع الاجهزة العسكرية وامس الاجهزة الامنية والاسبوع المقبل لموظفي القطاع العام، وكل ذلك بالشراكة مع الجامعة اللبنانية”.
وتابع: “انا اعول على الفريق البحثي والاكاديمي في الجامعة لاحقا، ليكون لها الدور البحثي لان الجائحة جديدة على كل البشرية وعلى الارض، وبالتالي كل ما كان يقال ويسوق له بحاجة الى تدقيق ومتابعة وتوثيق، لذلك نحن نتكل على هذه الادمغة والكوادر في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة في لبنان”.
ولفت وزير الصحة الى انه “في حزيران المقبل ومع وصول اكثر من مليون جرعة من لقاح استرازنيكا واكثر من مليون جرعة من لقاح فايزر، سنكون بأمس الحاجة إلى مراكز الجامعة اللبنانية في الاقضية والمحافظات كافة، لاننا سنذهب الى التمنيع المجتمعي حتى من خارج المنصة، لان هناك من يواجه صعوبة في التسجيل وتحديد التوقيت، خصوصا في الارياف، لذلك من اجل تحقيق الهدف المنشود سنذهب في حزيران مع وصول هذه الكميات الاضافية من اللقاحات الى تحقيق الهدف الذي كنا قد اعلنا عنه سابقا، وهو الوصول الى 60 او 70 بالمئة من المناعة المجتمعية المنشودة. وبذلك نكون قد بنينا مجتمعا صحيا سليما، ونأمل ان تساعدنا الظروف في هذا البلد كي نبني لبنان الوطن المعافى من كل الآفات التي نعاني منها جميعا منذ عشرات السنوات”.
وشدد حسن على “اهمية دور الاعلام في مواكبة هذه الحملات”، وقال: “سأتوجه الآن الى سير الضنية لافتتاح مركز لعلاج مرضى كورونا، لأؤكد ان المعركة لم تنتهي ونعمل بالتوازي، نفتتح مراكز لاستقبال مرضى كورونا وفي الوقت نفسه نفتتح مراكز لاطلاق حملات التلقيح ما يدل على ان المعركة لم تنتهي ونحن في سباق مع الجائحة واننا معا سننتصر في النهاية”.