خلال نحو ثلاثين عاما، زرع أبوعلي البطاطس في أرضه في شمال لبنان، لكن في ظل الانهيار الاقتصادي المتسارع وتداعياته على القطاع الزراعي الضعيف أساسًا، استبدل البطاطس بنبتة أكثر شهرة في المنطقة، الحشيشة.
ويقول أبو علي (57 عامًا)، “لا محبة بالحشيشة، لكن كلفة زراعتها أقل ويسمح إنتاجها بحياة كريمة لنا”.
ومع تسارع الانهيار الاقتصادي المتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام، قرّر مزارعون صغار في المنطقة أن يحذو حذو معارفهم، وأن يبدأوا بدورهم زراعة الحشيشة. لكنّ كثيرين منهم يخشون التحدث عن الموضوع خشية الملاحقة الأمنية.
وأشار أبوعلي الذي بدأ عام 2019 بزراعة الحشيشة في أرضه في بعلبك إلى انني “كنت أزرع البطاطس بكميات كبيرة والحمص والفاصولياء. لكنها زراعة خاسرة اليوم”.
وأضاف: “أما الحشيشة فأمرها سهل، خصوصًا أنها بعكس الزراعات الأخرى، لا تحتاج إلى أسمدة ومواد كيميائية، وباتت تباع بالدولار.”
ويقول الأب لطفل يبلغ 11 عامًا، “حين كنا نزرع البطاطس، لم يكن بوسعنا حتى شراء المازوت لنتدفأ خلال فصل الشتاء”. أما اليوم، فينتج في الموسم نحو مئة كيلوغرام من الحشيشة التي يزرعها على أرض تمتد مساحتها على 20 دونمًا.
وأضاف: “لا أعيش بترف، لكني أصبحت متوسط الدخل، وقادرًا على إعالة أسرتي”.
وكشف نائب رئيس البلدية حسين شريف، ان “مزارعون كثر في منطقة بعلبك – الهرمل تخلوا عن زراعات أساسية وباتوا يزرعونها (الحشيشة) لأن كلفتها أقل. ويحققون ربحا بغض النظر عن سعر البيع”.
ويشرح وزير الزراعة عباس مرتضى، أنه كان مفترضًا أن يحقّق القنب الهندي مدخولًا بقيمة 350 مليون دولار في السنة الأولى، على أن “نصل إلى مليار دولار” بعد خمس سنوات. ويضيف، “نحن بحاجة ماسة لأن تتشكل حكومة. حتى نشكل هيئة ناظمة تصدر عنها المراسيم التطبيقية”.