اشار الرائد في امن الدولة جوزيف النداف الى انه طُلب منه تأسيس مكتب لأمن الدولة في مرفأ بيروت في نيسان 2019، وأوضح: “مهمتنا كانت واضحة وهي محاربة الفساد وبدأنا برفع التقارير الى المعنيين حتى وصلنا الى ملف نيترات الأمونيوم في نهاية العام نفسه”، ولفت إلى انّ الصلاحيات كانت واضحة في المرفأ وهي مكافحة الفساد انّما الدخول الى العنابر والتواجد عند المداخل لم تكن من صلاحياته.
ولفت النداف، في حديث لـ “Talk On” الى أنه “وصلتني معلومات عن وجود نيترات أمونيوم في العنبر رقم 12 وتقصّينا عن الموضوع لكنّني لست خبير متفجرات وبالرغم من ذلك توجّهت الى اهل الاختصاص واطّلعت منهم على طبيعة هذه المادة حتى تمكّنت من رفع التقرير الى رؤسائي وبدورهم رفعوه الى السلطات المعنية وجرى اقفال المرفأ في خلال جائحة كورونا ووصلتنا أوامر في خلال هذه الفترة لتوقيف جميع التحقيقات والإستدعاءات بطلب من القضاء”.
واضاف أنه اثناء معاينتنا للعنبر 12 من الخارج اكتشفوا انّ هناك فجوة وبابا مخلوعا وتمّ إغلاق هذه الفجوة قبل شهرين من وقوع الإنفجار، امّا عن يوم الانفجار، فقال : “لحظة وقوع الانفجار في 4 آب كنت في مكتبي في المرفأ وشهدت على الكارثة وكأنّها حرب عالمية”.
وعن توقيفه، قال الرائد النداف إنه لم يتوقع التوقيف “لكن أمام هول المشهد قلت لنفسي انه من الطبيعي ان تجرى بعض التوقيفات اقلّه لجمع المعلومات لكنّني استغربت عندما طالت فترة التوقيف خصوصا وانّني قد قدّمت كل التقارير التي تفيد بخطورة مادة الامونيوم المخزّنة وأنا “مرتاح الضمير على الآخر.”
وتابع: “ولا مرّة فكرت بأنني سأكون “كبش المحرقة” في هذه القضية لأنني اعرف جيدا انّني قمت بواجبي على اكمل وجه وقدّمت كل التقارير التي تقع مسؤوليتها على عاتقي اضافة الى ثقتي بالقضاء اللبناني”، لافتا إلى انّه “لا يملك معطيات عن تهديدات امنية له ولكن عائلته خائفة ونقلت مخاوفها الى اللواء طوني صليبا وهو اتخذ الإجراءات المناسبة”.
ونفى الرائد النداف كل الاخبار عن اشكال وقع بينه وبين اللواء طوني صليبا، مؤكدًا انه “لا يوجد ايّ خلاف مع اللواء صليبا بل العلاقة ممتازة وكلّ كلام عكس ذلك هي مجرّد شائعات لخلق جو معيّن”. وكشف انّه ينتظر حاليا ما ستؤول إليه الأمور لمعرفة إذا كان سيعود إلى عمله في المرفأ، او في مكان آخر، قائلاً: “أينما تواجدت سأعمل بنفس الطريقة وبنفس المستوى من التفاني “ورح إشتغل بضمير””.
ومن جهة اخرى، اشار الرائد النداف ان معلومات وصلته عن وجود مستوعبات تحتوي على مواد أسيدية خطرة وممكن أن تكون مسرطنة وراجعنا القضاء المختصّ وقدّمنا تقريرا في آخر العام الـ2019 وبعد انفجار المرفأ تولّت شركة المانية معالجة هذه الحاويات.
وتوّجه إلى اهالي شهداء مرفأ بيروت قائلاً: “فخر لي أثناء تواجدي في السجن انّ اهالي ضحايا انفجار المرفأ قد دعموني وهذه كانت أكبر تعزية لي”.