اعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب نعمة طعمة، أنه «لا يجوز في هذه الظروف الاستثنائية والمفصلية التي يجتازها لبنان، أن نغرق في مسائل لا تعني المواطن بشيء، لجهة الثلث المعطل أو من يكون الرئيس المقبل للجمهورية»، مشيرا إلى أن لبنان يعيش مرحلة من أدق المراحل وأخطرها في تاريخه المعاصر.
وقال طعمة في تصريح لـ «الأنباء»: «جل ما يريده المواطن اللبناني، في ظل الأوضاع الصعبة، تشكيل حكومة اليوم قبل الغد، ووفق روحية المبادرة الفرنسية، ليكسب لبنان ثقة المجتمع الدولي، ونخرج من هذه الأزمات المتفاقمة، ولكن للأسف ثمة ترف سياسي ومماحكات وانقسامات وخلافات فيما البلد ينهار، والشباب يهاجر والبطالة مستشرية، صحيح أن هناك عقدا داخلية، وربما خارجية، لكن علينا كلبنانيين أن نتفق، وأن يخرج أهل الحل والربط من أسلوب المحاصصات، لأن مصلحة الناس فوق كل اعتبار.
وأضاف طعمة ردا على سؤال: «نحن في (اللقاء الديموقراطي)، سهلنا عملية تأليف الحكومة، وليست لدينا مطامع وزارية، همنا الناس أولا وأخيرا.
وبالنسبة للحكومة، أكانت خاضعة لهذا الفريق أو سواه، أو أن الصهر وغيره يطمحون للرئاسة، ذلك يبقى في إطار الخلافات السياسية والمناورات من هذا الفريق أو ذاك، لدينا دستور يجب أن نعود إليه، أي كما كان يقول الرئيس الراحل فؤاد شهاب «لنعود إلى الكتاب»، أي الدستور واتفاق الطائف واضح».
وحول زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى موسكو، قال طعمة: «من الطبيعي أن أي دعم يأتينا من الدول الشقيقة والصديقة، مكسب للبنان، لاسيما في المرحلة الراهنة، فروسيا دولة عظمى، وتربطنا بها علاقات وثيقة، وأن زيارة الرئيس الحريري إليها، تأتي في إطار المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف، ولكن راهنا ما زلنا ندور في حلقة مفرغة، فالمبادرة الفرنسية تم التنكر لها، وكل الحراك الحاصل حتى الآن لم يعط ثماره المرجوة».
وعن الدعوات المتصاعدة من القيادات المسيحية لرئيس الجمهورية بالاستقالة، قال: «لبنان يتسم بالديموقراطية وحرية الرأي والتعبير، وهذه من خصائص البلد، ولكن نحن في لبنان نجتاز مرحلة دراماتيكية هي الأخطر في تاريخ هذا البلد، وذكّرنا في «اللقاء الديموقراطي» بأهمية الشروع في العملية الحوارية بين كل المكونات السياسية والروحية، فالتباينات والخلافات تعالج ضمن الأطر التي لا تخرج عن المألوف كي نحافظ على ما تبقى من الخطاب السياسي العقلاني مهما اشتدت الأزمات».
وردا على سؤال عن موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الأخير، أكد طعمة انه لطالما كانت بكركي، ومنذ أيام البطريرك الياس الحويك، مرجعية مسيحية ووطنية، لها دورها وحضورها في كل المحطات المصيرية، وتصوب دائما البوصلة بالاتجاه الوطني الجامع، وبالتالي، فإن مبادرة البطريرك الراعي، أتت من خلفية وطنية لحياد لبنان، وليس من منطلق طائفي أو مذهبي، لأن بكركي تريد لبنان بكل طوائفه موحدا حياديا عن سياسات المحاور، خصوصا أن التطورات والأحداث، لاسيما ما بعد السبعينيات إلى اليوم، أكدت ضرورة هذا الخيار الوطني.
وفي معرض سؤاله عن التحرك المصري في لبنان، رحب طعمة بأي تحرك عربي، مشددا على أهمية العلاقات بين لبنان والدول العربية الشقيقة.
وختم: «لابد لي أن أذكر بالدعم التاريخي الذي قدمته السعودية للبنان، فهي إلى جانب الكويت الشقيقة ودول الخليج بشكل عام، كان لهم الدور الأساس في احتضان اللبنانيين ومساندتهم، فالسعودية من الدول الأساسية في إبرام اتفاق الطائف، الذي أوقف الحرب، وهو يعتبر الضامن للسلم الأهلي في لبنان، لذلك نحذر من المساس بهذا الاتفاق، خصوصا في ظل الوضع الحالي الاستثنائي.
إن الدور العربي اليوم يتكامل ويتناغم مع الجهود الدولية الآيلة لخروج لبنان من هذا المستنقع الذي يتخبط به، وأملنا الفرج رأفة بالناس الذين يعانون الفقر والبؤس والقهر، ناهيك إلى جائحة كورونا».