من على منبر الفاتيكان قال ما قاله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عقب لقاء جمعه وقداسة البابا فرنسيس. الكلام في مسألة تشكيل الحكومة كان أكثر من مباشر ولم يتردد في رفع السقف وتسمية العهد وحلفائه لجهة الوقوف وراء عرقلة التشكيل. ورداً على سؤال حول اعتبار القصر الجمهوري زيارات الحريري بهدف السياحة جاء الرد: “الواضح هو أن القصر الجمهوري في حالة سياحية”.
كلام الحريري اخترق الأجواء اللبنانية فكان الرد من متابعين لموقف القصر الجمهوري بإبداء أسفهم عبر “المركزية” لأن يكون رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد استخدم منبر الفاتيكان الذي يتسم بالقداسة، لإطلاق مواقف تضليلية. وبدل أن يحترم الموقع ويطلق كلاماً جامعاً بين اللبنانيين فإذا به يطلق كلاماً تحريضياً باتهام رئيس الجمهورية ميشال عون بأنه المعرقل”.
المتابعون اكدوا أنهم لا يعلمون ماذا دار حرفياً بين قداسة البابا والحريري “لكن رئيس الحكومة المكلف أراد أن يوحي في كلامه أنه يعكس رأي الفاتيكان الذي خلافاً لكلام الحريري يتسم بالعدالة والتوازن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتهمه الوحدة بين اللبنانيين”.
وسأل المتابعون العارفون: “لو كان رئيس الحكومة المكلف يريد فعلًا تأليف حكومة لما اصر على إطلاق مواقف إستفزازية من على منبر الفاتيكان؟ الواضح أنه يريد استدراج رد فعل ليبرر نيته الأساسية بعدم تشكيل حكومة ولن يكون له ذلك واللافت كان عدم جرأة الحريري بتسمية حزب الله فاكتفى بالقول: رئيس الجمهورية وحلفاؤه”.
في الموازاة تؤكد مصادر رئيس الجمهورية انه لا يزال على اصراره بتشكيل حكومة اليوم قبل الغد ولن ينجر الى المواقف الإستفزازية، وهو يريد حكومة إختصاصيين حتى لو كان رئيسها غير إختصاصي، وحكومة اصلاحية تتقيد بالمبادرة الفرنسية، واول بنودها الاصلاح المالي والاقتصادي، والأهم أن تحترم شروط والتوازن وروحية الميثاق”.
ومن موقعها سألت المصادر هل يلتزم الحريري وحلفاؤه بتنفيذ التدقيق الجنائي أم أن التصعيد السياسي متلازم لرفضه؟ وتضيف ان الرئيس عون كرر أكثر من مرة أنه لا يريد ولم يطلب الثلث المعطل فلماذا لم يبادر الحريري إلى زيارة القصر الجمهوري لتقديم صيغة حكومية تعكس مبادرة الرئيس نبيه بري؟ و”هل يكون الرئيس عون هو المعرقل أم الرئيس المكلف الذي لم يأتِ بصيغة حكومية من 24 وزيراً انطلقت أصلا من القصر الجمهوري على لسان النائب السابق وليد جنبلاط؟ ألم يكن من الافضل أن يكون الحريري على رأس حكومة مكتملة الاوصاف تحظى بالثقة بدل أن يجول كرئيس حكومة بالتكليف”؟
تختصر المصادر كلام الحريري من على منبر الفاتيكان بالمسيء لصورة لبنان وموقعه. وتختم بدعوتها الحريري “لإجراء فحص ضمير والعودة إلى لغة العقل والخروج من أسلوب الإستفزاز ومصارحة اللبنانيين بحقيقة الأسباب التي تدفعه للهروب إلى الخارج بدل المجيء إلى قصر بعبدا الذي منه وليس من التجوال خارج الحدود تولد حكومة لبنان”.
مصادر وفد الحريري للفاتيكان أكدت ان الحريرية كانت وستبقى من الداعين والداعمين للمناصفة والحفاظ على حقوق الطوائف وهذا أمر اكده الحريري لقداسة البابا. وقالت ان الحبر الاعظم لن يزور لبنان إن لم تُشكّل حكومة فاعلة. ولفتت المصادر الى أن الفاتيكان يخشى على هجرة اللبنانيين والمسيحيين خصوصا ويعتبر أن من يقوم بتطويل الأزمة يساهم في تعزيز هجرة هؤلاء.
وهي لا تريد أن تنتقل صراعات المنطقة إلى لبنان لا بل يريد أن يعود التوافق الدولي والإقليمي حول ضرورة الحفاظ على لبنان”. كلام يوحي وكأن ثمة رسالة من الفاتيكان مفادها:”شكلوا الحكومة وإلا لن تطأ أقدام قداسة البابا أرض لبنان”. وفي هذا السياق سألت المصادر نفسها :” هل تحول الحريري إلى مقرر لجدول زيارات الحبر الاعظم أم أنه يريد أيضا أن يستغل الموقع المقدس لإثارة البلبلة ؟.