Site icon IMLebanon

عبد الساتر: نريد أن ننتصر على الشر في لبنان

احتفلت رعية مار جرجس – الخريبة في الحدت بعيد شفيعها بقداس شارك فيه راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، واحتفل بالذبيحة الالهية كاهن الرعية الاب اوغسطينوس الحلو ومعاونه الخوري يوحنا روحنا، في حضور رئيس بلدية الحدت جورج عون واعضاء المجلس البلدي والمخاتير، رئيس بلدية بعبدا انطوان الحلو، كهنة المنطقة وحشد من المؤمنين، مع مراعاة الاجراءات والتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا.

بعد الانجيل المقدس، القى المطران عبد الساتر عظة قال فيها: “انه لامر جميل ان نعود ونلتقي بكم على الرغم من المصائب التي تحل بنا، ومن المهم ان نعود ونجتمع بالناس الذين نحبهم ويحبوننا، بالآباء وبمنطقة عزيزة وغالية على قلب الابرشية وعلى قلب الكهنة ومطران الابرشية. وقد سمعنا مرات ومرات عن الحدت وحزنا على ما اصابها نتيجة وباء كورونا، ولا بد ان اوجه الشكر لجميع من تعب وكد في سبيل حماية المنطقة اكثر واكثر من التأثيرات السلبية لهذا الفيروس. واود ان اقدم هذا القداس على نية كل من غاب عنا بسبب الفيروس، وعلى نية كل من يتألم اليوم وعلى نية كل الاهل الذين عانوا بسبب خسارة احبائهم”.

وتابع: ” اليوم جئنا لنفرح، وفرحنا ليس اساسه راحة البال او راحة العيش، لكن اساسه يسوع المسيح. وكما سمعتم في الانجيل المقدس نحن متمسكون بيسوع المسيح وليس لدينا غيره مخلصا ونحن نأخذ منه الحياة. والويل لنا اذا ابتعدنا عنه لاننا سنخسر كل شيء. اليوم نود ان نفرح لان يسوع حي بيننا ومعنا، لاننا نختبر كل يوم محبته لكل فرد منا. واليوم يجب ان نفرح لان نهايتنا ليست بالالم والموت. نحن نعيش الالم ونمر بالموت، ولكن نهايتنا في قلب الله. ولهذا نحن نجتمع اليوم ونفرح، ليس لان لا هموم لدينا، بل على العكس لاننا نعرف الالم ونعرف الصليب، ولكن نعرف كذلك القيامة والانتصار على الشر والانتصار على الموت”.

واضاف: ” القديس جرجس هو الانسان الذي كان متعلقا بيسوع المسيح، لانه لم يكن انسانا عاديا بل كان ممتلئا من محبة يسوع المسيح ومن محبة الانسان، ولهذا فقد انتصر على الشر وخلص جماعته. ونحن اليوم مدعوون، نحن المتمسكين بيسوع المسيح ان نخلص جماعتنا من الشر. ولكن نخطىء احيانا عندما نعتقد ان الشر هو امامنا، وننسى احيانا ان الشر هو في داخلنا، ودائما نتحدث عن غيرنا ونحمل المسؤولية لغيرنا. واليوم في هذا العيد ادعوكم لننظر الى انفسنا ونسأل: هل نخلو من الانانية والكبرياء؟ وهل نحب الناس بمجانية؟ وهل نحن نسامح الذين يجب ان نسامحهم؟ انا لا ادعوكم لان نجلد انفسنا، ادعوكم لكي ننظر الى داخلنا، ونعرف اننا نريد ان ننتصر على الشر في لبنان، وبنعمة ربنا سنبدأ بمحاربة الشر الذي في داخلنا”.

وتابع: “وقبل ان اطلب من غيري ان يكون جيدا يجب ان اطلب من نفسي انا ان اكون جيدا. وقبل ان اطلب من غيري ان يكون صادقا ونزيها يجب ان اكون انا اولا صادقا ونزيها، وقبل ان اقول كيف يركض هذا وراء السلطة ووراء المراكز، علي ان ارى ماذا افعل انا احيانا كي اظهر والغي غيري، القريب مني. اليوم واذا اردنا ان نكون اخوة لمار جرجس، علينا ان نحارب الشر الذي هو امامنا وفي داخلنا بنعمة الرب يسوع، بصلاتنا وبمحبتنا المجانية، بغفراننا وتواضعنا وخدمتنا وصدقنا، هكذا نكون اخوة لمار جرجس. وإلا ليس علينا ان نستغرب اذا عدنا الى الوراء، واذا بلبنان الذي نحبه اخترب اكثر، وذلك لاننا لا نحمل المسؤولية ولا نعمل من اجل خلاص انفسنا وخلاص بلدنا بنعمة الرب”.

وختم: ” نتأمل ونصلي ان تكون السنة المقبلة سنة خير وبركة، وحضوري هذا المساء في رعية مار جرجس الخريبة هو فرح لي، والله يقدسنا ويعطيناالجرأة لكي نرى الضعف الذي فينا ونسامح الضعف الذي في الآخر”.