Site icon IMLebanon

الحكومة رهينة حرب صامتة… فهل ينجح الضغط الأوروبي؟

جاء في “المركزية”:

تكثر المساعي الغربية في الآونة الأخيرة وبزخم لتعويم “المبادرة الفرنسية” بهدف استعجال تشكيل حكومة إنقاذية لما تحمل عرقلة التأليف من تداعيات خطيرة ليس أقلها ما أبلغه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رئيس مجلس النواب نبيه بري بوقف الدعم منتصف أيار المقبل. فكان ملف لبنان على جدول أعمال اجتماع وزراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل…

هذا الواقع يدفع إلى التساؤل “هل ينجح الضغط الأوروبي في تذليل العقبات من أمام التشكيل؟”.

خبير استراتيجي اعتبر عبر “المركزية” أن “المشكلة القائمة ليست موضوع تشكيل حكومة أو وزيراً بالزائد…إلخ، إنما الموضوع كبير جداً وفي غاية الأهمية، يتّصل بالتوازنات الحاصلة في الخارج”، وفي السياق رأى أن “المبادرة الفرنسية انتهت لكن مع الحفاظ على “ماء الوجه”. وهنا لفت إلى أن “ولاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تنتهي بعد عام واحد، أي لم يعد هناك ذاك الزخم الذي تميّز به الدور الفرنسي حتى مالياً، كي تستطيع فرنسا تقديمه للبنان كما كانت منذ إطلاق “المبادرة”.

وتابع: قبل انتكاسة ماكرون على مستوى الداخل الفرنسي من جهة وصورة فرنسا في الخارج من جهة أخرى، تم التوجّه إلى الاتحاد الأوروبي لاحتواء المبادرة الفرنسية، والمعلوم أن “دينامو” الاتحاد الأوروبي أي محرّكه هو ألمانيا التي تملك القوة السياسية والقدرات المالية كما أن المعطيات الرئيسية كافة بين يديها… من هنا يظهر الدور الأكبر والمتنامي لألمانيا التي أمسكت بزمام الملف.

وأضاف: يرى الجانب الألماني أنه يُفترض حصول توازن في الداخل اللبناني بما يصبّ في نهاية الأمر، في موضوع الحِياد الذي يجنّب لبنان التورّط في معادلات الخارج وأزماته، فتتأمّن للبنان أرضية صالحة لإعادة انطلاقه من جديد ويعود بلداً مقبولاً من دول العالم… وبذلك يكون الموقف الألماني متقارباً مع هدف اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس مع الرئيس المكلّف سعد الحريري.

وهنا خلص إلى القول في هذا الموضوع “المعادلة الجديدة التي يُعمَل عليها اليوم وهي مدخل لا مفرّ منه البتة، هو التمسّك بمبدأ الحِياد والتقارب مع دول العالم كي يعود لبنان مقبولاً منها”.

وفي المقلب الآخر، لفت الخبير الاستراتيجي إلى “الحرب الصامتة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، أي كلما حاولت الأخيرة إجراء أي اندفاعة في اتجاه حلحلة العلاقات مع إيران، اعتقاداً من الجانب الأميركي أن هناك أوراقاً عديدة مهمة يمكن أن يحققها الرئيس جو بايدن في عملية التفاوض، تقابلها اندفاعة إسرائيلية لتدمير كل شيء مع الجانب الإيراني، والدليل على ذلك الضربة الأخيرة للمفاعيل النووية الإيرانية قبل يوم من مفاوضات فيينا من دون علم أميركي. من هنا بدأ شدّ الحبال الصامت بين أميركا وإسرائيل…

واعتبر أن “كل تلك المعطيات الخارجية تنعكس تعطيلاً على الساحة الداخلية، ما يقطع دابر أي أمل في إحداث كوّة في جدار تشكيل الحكومة، وبالتالي لا يمكن الحديث عن أي بصيص نور في الملف الحكومي أقلّه على المدى المنظور”.

وعوّل أخيراً على الكلام “المهم للغاية الذي سمعه الرئيس الحريري من البابا فرنسيس والذي يترجم ثوابت الفاتيكان وبكركي على السواء: العيش المشترك والاعتدال.