جاء في “المركزية”:
منذ يومين أعلنت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية أنها تراقب تحرك الجراد في البلدان المجاورة وأن وزارة الزراعة على جهوزية تامة في حال وصول الجراد الى لبنان، مؤكّدةً في الوقت نفسه أن احتمال وصوله صعب حالياً.
وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى استنفر اليوم الفرق المختصة في الوزارة، طالباً منها أن تكون على جهوزية لمواجهة موجات جراد محتملة بعد ورود معلومات عن مشاهدة أسراب منها في الأراضي السورية. كذلك أجرى مرتضى اتصالاً بوزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، طالبا منها “جهوزية مروحيات الجيش للمساعدة في اي طارئ في هذا المجال”.
وعممت الوزراة خطاً ساخناً للابلاغ عن أي مشاهدة لأسراب الجراد، لا سيّما في المناطق والقرى الحدودية. وسط هذه التطوّرات هل يصل الجراد قريباً؟ وهل من داعٍ للقلق؟
الباحث في علم الحشرات في “جامعة الروح القدس – الكسليك” الدكتور نبيل نمر أوضح لـ “المركزية” أن “الجراد لا يصل بين ليلةٍ وضحاها. يمكن تتبّع حركته وتقدّمه عالمياً حسب المنطقة التي نتواجد فيها عبر منصّة locusts FAO التابعة لمنظّمة الأغذية والزراعة “الفاو” ويتم تحديثها أسبوعياً”.
وشرح أن “مؤشر الفاو حول انتشار الجراد يشير إلى أن السرب المهمّ على حدود الكويت وإيران وهناك تحرّك كبير لجهة أديس أبابا ونيروبي لكن لا تزال في أفريقيا الوسطى ولم تخرج إلى شمالها، أما في مصر والسودان فلا تزال محصورة أي لا تسبب مشاكل. وما من إنذار حسب خريطة “الفاو”، أي ما من أفواج كبيرة من الجراد، لا في مصر ولا في عمان ولا في دمشق، بالتالي لا علامات تدلّ الى إمكانيّة وصول موجات منه إلى لبنان”، مستبعداً إمكانية “حدوث ذلك قبل فصل الصيف أي قبل شهرين او شهرين ونصف هذا في حال وصلت إلى لبنان”.
وأوضح أن “في الإجمال لبنان بلد لا يصله الجراد إلا في آخر موجاته بعد مروره في الأردن وإسرائيل وسوريا، أي يصل بكميات أقلّ ليس بعشرات الملايين بل أسراب ما بين المئة والمئتي ألف. إلى ذلك، انحسار موجة الحرّ في لبنان ابتداءً من مساء أمس تبعده لأن الجراد لا يحبّ التحليق في طقس بارد ويحتاج إلى حرارة معيّنة ليتمكن من ذلك”.
وعمّا إذا كان يجب اتّخاذ احتياطات من الآن حتّى حينه، أجاب نمر “المفترض أن تكون معدات وأجهزة رشّ الحشرات مع الأدوية اللازمة جاهزة للقضاء على الجراد. ورغم أن الموجات بعيدة عن لبنان وإن وصلت لن تكون خطرة، لكن يجب أخذ الموضوع في الاعتبار واتخاذ الاحتياطات لأن البلد صغير جغرافياً ومساحاته الخضراء المزروعة ضئيلة، لذا من الضروري أن نكون على جهوزية، والمؤكد سنعرف قبل شهر ونصف من وصوله على الأقلّ”.