IMLebanon

لبنان يستعد لمفاوضة سوريا بحرياً ودمشق تتجاوب

انسداد أفق الحل السياسي في لبنان وأولى خطواته تشكيل “حكومة مهمة” انتقالية من الاختصاصيين وغير الحزبيين تعمل على تنفيذ الاصلاحات وفق مندرجات المبادرة الفرنسية وتمهد الطريق لمساعدته على النهوض من الازمة المالية التي يعانيها، يؤشر الى أكثر من منحى سلبي تتجه اليه الاوضاع في البلاد التي تشهد في كل يوم فصلا جديدا من فصول تعطيل السلطات والمؤسسات التي تتهاوى واحدة تلو الاخرى بدفع من أهل الحكم والممسكين بالقرار للاسف، كما هو جار في القضاء الذي بات مهددا بالانقسام والتعطيل الكامل لدوره في قول كلمة الحق والنطق بالعدل .

والملاحظ أن خلاف أركان الحكم والنظام لا يقتصر على الملفات الداخلية من تأليف الحكومة واجراء التدقيق المالي وسواهما من الملفات الكثيرة العالقة، بل يتعداها الى كيفية مقاربة الملفات الخارجية الواعدة ومنها المتعلقة باستخراج الثروة النفطية والغازية التي تختزنها المنطقة الاقتصادية الخالصة في مياهه البحرية جنوبا وشمالا .

واذا كانت المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي التي جرت برعاية الامم المتحدة وبوساطة اميركية في مقر القوات الدولية في بلدة الناقورة في جنوب لبنان قد توقفت نتيجة اطماع تل أبيب في قضم اجزاء واسعة من الاراضي والحقوق اللبنانية وخصوصا في المساحات المتنازع عليها، فإن الانظار بدأت تتجه الى الحدود الشمالية وما أثير حول تعد سوري على مساحات واسعة من البلوكين النفطيين 1 و2 ، الامر الذي دفع لبنان على ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” الى التحرك لاجراء المقتضى وتكليف اللجنة العسكرية المختصة تشكيل وفد على غرار الوفد الذي شكل لمفاوضات الناقورة وأن يعد الدراسات والوثائق المطلوبة .

وتضيف أن وزارة الخارجية في الحكومة المستقيلة ارسلت بدورها  كتابا الى الخارجية السورية تستوضحها الموضوع كما اجرى الوزير شربل وهبي الاتصالات اللازمة مع نظيره فيصل المقداد الذي ابدى الاستعداد للتعاون واجراء المحادثات اللازمة مع الجانب اللبناني عبر وفدين مختصين  يجلسان الى طاولة واحدة لتسوية الخلاف اذا كان هناك من اختلاف على ان يتم ابلاغ الامم المتحدة بالنتائج التي يتم التوصل اليها وتزويدها بالوثائق والخرائط التي تؤكد وتحفظ حق البلدين.

ومع ذلك، تقول المصادر ان الجانب السوري الذي يعطيك كالمعتاد “من اللسان حلاوة”  يبقى همه جر لبنان الى اجراء محادثات رسمية معه لتثميرها في غير مراميها وهذا ما يدركه لبنان جيدا الذي يسعى الى استعادة حقوقه سواء كانت على الحدود الجنوبية أو الشمالية .