IMLebanon

معلوف: لا نخشى شيئاً ولسنا بميليشيا

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:     

هل كان  التيار الوطني الحر  بحاجة إلى تحرك القاضية غادة عون للقول انا هنا ولإعادة التأكيد على معتقداته وقيمه بعدما غاب عن ساحات الثورة التي له منها قراءات متعددة وانتقادات بالتالي وابرزها ما يتصل بتحميل رئيس الجمهورية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.

نزل التيار على الأرض منذ فترة عندما أراد تأييد الرئيس عون بوجه الداعين إلى إسقاطه كما نزل ثائرا ضد سياسة  حاكم مصرف لبنان، لكن حشده الأنصار مؤخرا للوقوف إلى جانب القاضية عون في إجراءاتها  ضد شركة مكتف فلها وقع آخر، وأن سألت منتسبا أو مناصرا للتيار يأتيك الجواب: القاضية تكافح الفساد. واصرارها على السير بمهمتها حتى النهاية هو أكثر أمر يحبذه التيار  وفق ما تراءى للجميع.

لا يريد للقاضية عون ان تهزم وما وراء ذلك يريد إظهار حضوره واستعداده لخطوات مقبلة مشابهة إذا استدعى الأمر ذلك. جرت الرياح بما لا تشتهي السفن بالنسبة إلى التيار والمقصود بذلك أن المشهد السياسي الذي تجلى منذ عامين وضع التيار في صورة معاكسة لما هو عليه، وكان يسأل عن معركته وعن تمنعه عن المشاركة في التظاهرات والتجمعات. حتى في بعض الأحيان شعر بعض ممن تعاطف معه ايام معركته على السيادة أنه خيب آمالهم.  فهل أن ما جرى منذ أيام مع القاضية اعاد له شيئا مما فقده؟ ام ان تحركه موسمي؟ لا يبدو أن التيار سيسكت منذ الآن وصاعدا حسب ما يفهم من أجوائه وهنا يقول نائب تكتل لبنان القوي ادي معلوف لـ«اللواء» أن التيار مع نصرة قضية مكافحة الفساد وهو مؤمن بهذه القضية وما اقدمت عليه القاضية عون يأتي في هذا السياق، متسائلا هل يعقل أنه بعد تاريخ السابع عشر من تشرين لم يتم الوصول بأي ملف قضائي إلى نتيجة وماذا ينتظر القضاء؟ ويقول: نحن لسنا في زمن الحرب حيث الفوضى كانت سائدة ولذلك لا بد من العودة إلى القضاء وضبط التجاوزات.

ويؤكد النائب معلوف أن رئيس الجمهورية أحال ١٨ ملف فساد إلى مجلس القضاء الأعلى كما أن نواب التكتل قدموا ٢٩ مشروع قانون حول الملفات المتصلة بالفساد وغير ذلك وكنا على أتم الاستعداد للمساعدة لكن لم يحصل أي شيء، مشيرا إلى أن هناك وضعا غير مقبول، وكان لا بد من التحرك لمعرفة اين ذهبت الأموال وحاولنا بكل الوسائل الدستورية واتهمونا وما تحرك القاضية عون إلا لكشف عن كيفية تسريب الأموال وبيع الدولارات.

ويضيف: احتكمنا إلى الدستور، والتيار ليس بميليشيا ونزوله إلى الشارع ضرورة وهناك تحركات أخرى وقد تكون هذه التحركات إحدى الوسائل التي لم يتم استخدامها بعد لكنها نقطة قوة بالنسبة لنا واللجوء إليها كان بفعل يقينه أن الإجراءات الدستورية غير كافية.

ولكن هل أن التيار يسعى إلى افتعال الاشكال؟ يجيب النائب معلوف أن التيار يحترم أصول النزول إلى الشارع وهو لا يعمد الى التكسير ولا الى العنف مشددا على أن التيار لا يخشى شيئا وليس مرعوبا وكاشفا أنه في التحرك الأخير كان هناك شباب من التيار وإن العدد تضاعف بعدما اعتدت القوى الضاربة عليهم  هناك استعداد دائما للنزول كلما تعرضوا للمضايقات والاعتداء.

ويوضح أنه كلما أثار التيار أو التكتل قضية التدقيق الجنائي يتشاطرون عليه بالكهرباء مع العلم ان هذا التدقيق أساسي لمعرفة حسابات مصرف لبنان وماذا جرى وما فعلته القاضية عون هو ميني تدقيق جنائي ويرد على من اتهم التيار بزعزعة الاستقرار بالقول: نحن اتخذنا خطوة  كفلها الدستور وهي التظاهر والقاضية عون لا يمكن أن تركب ملفا، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم نعرف نتائج ما قامت به.

اذا التيار في الشارع مجددا عندما تقتضي الحاجة والتوقيت متروك له.

لكن في المقابل ترى أوساط مراقبة عبر اللواء أن التيار أراد القول أنه لا يزال موجودا ولم يفقد زخمه ولم يتخلى عن شعاراته كما أنه أراد صرف النظر عن التخبط الذي يعيشه مع فشل مشروعه وعدم تمكنه من تحقيق ما وعد به.

وتعرب الأوساط نفسها عن اعتقادها أن نزوله موسمي ومتى كانت هناك تسوية على ملف يتصل به أو برئيسه سينسى مسألة الشارع كليا والأحداث التي سجلها التاريخ خير دليل على ذلك وتدعو إلى الانتظار.

وترى أن التيار القديم يختلف عن التيار الجديد وشعاراته لم تجد لها مكانا لأنه كان هناك تفضيل لمآرب شخصية على قضية آمن بها هذا التيار.