IMLebanon

بين “أمل” و”الحزب”… الشرخ يتوسع!

جاء في “المركزية”:

كل لبنان، من شماله الى جنوبه وبقاعه، دولة وشعبا ومؤسسات، شبابا وشيبا، اغنياء وفقراء، اصابتهم المصيبة وألمًّ بهم الوضع المأساوي الكارثي الذي انحدرت اليه البلاد بسرعة قياسية في انتظار لحظة الارتطام المدوي التي يجمع المدركون لحقيقة الاوضاع واعماق الازمة انها باتت قريبة جدا. حتى اهل السياسة الذين بممارساتهم الانانية الفئوية حولوا الوطن من سويسرا الشرق الى جهنم العالم، تأذوا سياسيا وشعبيا ففقدوا بريقهم وباتوا عرضة للانتقاد والشتيمة كل يوم، خصوصا ان حنفيات مساعداتهم الاغرائية لمناصريهم تشح ويفقدون القدرة على “شراء” ضعفاء النفوس. فريق واحد ما زال حتى الساعة صامدا او انه يكابر بالصمود، حزب الله. اذ، في مقابل بلوغ اللبنانيين بغالبيتهم خط الفقر الى درجة التقاتل على عبوة زيت او حليب، فتح لشعبه وبيئته تعاونيات خاصة، فيها ما لذّ وطاب ووفر لهم اعاشات شهرية وبطاقات تمويلية وأمّن لعناصره رواتبهم بالعملة الخضراء وادخل الدواء الايراني المشكوك بفاعليته الى اسواقهم وصولا الى مشروع القرض الحسن لدويلته التي باتت كاملة النصاب لا ينقص الا اعلانها، بعدما نمت تدريجيا على ضفاف الدولة بهدف ابتلاعها.

بيد ان بيئة الحزب وعلى رغم كل التقديمات المشار اليها ليست راضية عن واقعها ولا عما بلغته الدولة من حال تدمي قلب كل وطني شريف، اذ يقول بعض العارفين في هذه البيئة لـ”المركزية” ان ابناء الطائفة الشيعية الدائرين في فلك الحزب ليسوا في احسن حال ولا يعيشون النشوة التي يصوّرها الحزب لسائر ابناء الوطن، محاولا الايحاء ان محوره منتصر وكل ما يدور على الكرة الارضية يخدم مشروعه المقاوم ويؤمن له النصر المبين. التململ داخل هذه البيئة في توسع مضطرد وقيادات “الحزب الآلهي” مدركة جدا لهذا الواقع وان حاولت اخفاءه فهذا لا يعني عدم وجوده، واذ تذكر بثورة الغضب الشعبي التي انطلقت من عقر الدار الشيعي ابان ثورة 17 تشرين التي جهد الحزب بكل وسيلة متاحة للجمها، ترهيبا او ترغيبا، توضح ان مهما عظمت قدرات الحزب وجلب من عملات خضراء لعناصره، فإن في الشارع الشيعي فريقا آخر لا يُستهان بحجمه، لا تصله هذه الامتيازات، هو ذاك المناصر لحركة امل ورئيسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولئن كان منضوياً في ما بوتقة “الثنائي الشيعي” سياسيا، فهو ليس كذلك مادياً.

وتكشف اوساط سياسية من صلب فريق 8 اذار لـ”المركزية” ان الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية تسهم في توسيع الشرخ في البيئة الشيعية  بين قاعدتي الثنائي من محازبي حركة امل ومقاتلي حزب الله  بسبب التفاوت الواضح في رواتبهم  بين من يتقاضى بالدولار”فرش ماني” ومن يتقاضى بالليرة اللبنانية. الهوة الشاسعة  هذه خلّفت توترا في صفوف القيادتين، وتململا كبيرا على المستوى الشعبي، يعمل المسؤولون على معالجتها عبر اجتماعات  تعقد دوريا من دون ان تحقق الهدف حتى الساعة.

انطلاقا من هذه الوقائع، تقول اوساط سياسية معارضة لـ”المركزية” ان الاجندة الذي يعمل على تنفيذها حزب الله، هي الغاء الدولة اللبنانية ومؤسساتها  من خلال تعميم الفوضى، بحسب السيناريو الذي نجح في تطبيقه في سوريا، ليلحق لبنان بالمحور الايراني لحلف الاقليات من لبنان الى سوريا فالعراق ، في مواجهة حلف الاكثريات  الذي انطلق مع مشروع التطبيع العربي مع اسرائيل الذي سيشهد مرحلة جديدة قبل نهاية العام من ضمن التسوية الكبرى بحسب ما تؤشر اليه المعطيات الميدانية، غير ان رهان الحزب ومحوره لن يُكتب له النجاح وسيضرب من عقر داره قبل اي طرف آخر لأن شيعة لبنان لبنانيون قبل اي شيء آخر.