جاء في “المركزية”:
كانت عيون لبنان الرسمي، ممثلا برئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، موجّهة الى الخليج عموما، والى قطر خصوصا، منتظرة منها دعما ماليا للدولة المنهارة التي يكاد احتياطي مصرفها المركزي، ينضب. غير انه، وساعات بعيد عودة دياب من الدوحة التي قال انه سمع من مسؤوليها اخبارا ايجابية تبشّر بالخير حيث ابدت استعدادها للمساعدة، على حد تعبيره، اعلنت الرياض وقف استيراد الفاكهة والخضار من لبنان ابتداء من امس الاحد، بعد اكتشاف كميات من المخدّرات في داخلها، في قرار أيّدته معظم دول مجلس التعاون الخليجي.
وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، هذا الموقف سينعكس بطبيعة الحال على الدعم المُفترض الذي تحدّث عنه دياب، وسيفرمل اي خطوة يمكن ان تتخذها قطر في مسألة تقديم مساعدة فورية لتغطية نفقات البطاقات التموينية. على اي حال، تتابع المصادر، لم تحمل الزيارة اي وعود بمساعدة قريبة. فالدوحة اولا لا تستسيغ فكرة دعم حكومة تصرّف الاعمال، كما انها تفضّل التنسيق مع المملكة في قضية بهذا الحجم، وعدم تخطّيها، سيما في اعقاب المصالحة الخليجية – الخليجية، واثر التطوّر الاخير المتمثل بوقف المملكة استيراد الخضار والفاكهة من بيروت . فالسعودية، تخشى جدّيا ان تذهب هذه المساعدات المفترضة الى جعبة “حزب الله”. اذ ان الاخير في رأيها، يسيطر على كل شيء في لبنان، واي دعم مالي يُجيّر الى لبنان اليوم، سيقع، في رأي المملكة، في يد الضاحية.
امام هذا الواقع، المفروض بدياب ان يبحث عن حلول اخرى، بدلا من طَرق ابواب المانحين وهو الخيار الاسهل، ومنها التنسيق مع البنك الدولي. فبحسب ما تقول مصادر في لجنة المال النيابية لـ”المركزية”، مديرُ دائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه، يؤكد ان لبنان اولوية لدى البنك الدولي وان انهياره ممنوع. غير انه يدعو القوى المحلية الى التحرّك السريع لانقاذ لبنان، والى ملاقاة اهتمام الخارج “الذي يريد مساعدتكم”، في منتصف الطريق من خلال تشكيل حكومة.
المصادر تكشف ان البنك الدولي خصّص للبنان رزمة مساعدات فوريّة تُقدّر بمليار دولار قابل للزيادة والمضاعفة حتّى، في ضوء التجاوب اللبناني. وتتناول مشاريع البنك الدولي: شبكة الامان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار، مشروع المؤسسات الصغيرة المتضررة من تفجير المرفأ (25 مليونا)، مشاريع تربوية بقيمة 70 مليونا، اضافة الى امكان مساهمة البنك الدولي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي في المشاريع المالية والنقدية الاصلاحية المطلوبة.
الطابة اذا في ملعب القوى السياسية اللبنانية، المطلوب منها ان تستفيق من غفوتها وتتحرّك لتأليف حكومة، لان الدعم الدولي ومشاريعه جاهزان، لكنهما ينتظران قرارا منها. وهنا، تقول المصادر ان ثمة مسؤولية على حكومة تصريف الاعمال في تحضير الارضية لهذا التعاون وتسأل “ماذا تفعل الحكومة للافادة من هذه المساعدات؟ اين الدولة؟ بدل ان يذهب دياب الى قطر طلبا للمساعدة وقد عاد خالي الوفاض، كان عليه ان يجتمع مع مسؤولي البنك الدولي للبحث في كيفية الافادة من المساعدات. فهناك اموال في البنك تفوق المليار، تُدفع من دون شروط وغير مرتبطة باي استحقاق”.