كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
المصائب التي يتلقاها لبنان من كل حدب وصوب، لا تجد اي سبيل للمعالجة، وكان آخرها الضربة التي اتته من السعودية، التي “تعاقب” الذين ليس لهم علاقة بالمخدرات والكبتاغون، بل المزارع الذي يحاول تصريف انتاجه والحصول على عملة صعبة باتت نادرة نتيجة الازمات واقفال الطرق امام الحلول.
ويحمل القرار السعودي المتعلق بمنع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها، شقين: امني وسياسي.
على المستوى الامني، نقل مصدر مطلع معلومات امنية مفادها ان النظام السوري هو الذي ابلغ السعودية عن شاحنة الرمان المحشو بالمخدرات التي كانت سببا لاتخاذ القرار، قائلا: وكأن الامر دفعة على الحساب في اطار مساعي التقارب السوري – السعودي الذي بدأ مع زيارة اللواء علي المملوك الى المملكة في شباط العام 2020 وبقيت بعيدة من الاعلام.
وعلى المستوى السياسي، يطرح المصدر سؤالا عن طبيعة العلاقة بين النظام السوري وحزب الله، اذ يبدو ان دمشق لا تريد توجيه ضربة الى حزب الله، ولكن في الوقت عينه تمرر دفعات على الحساب الى المملكة، في طريق “تطبيع” العلاقة بين الجانبين.
وفي السياق، عينه، نقل المصدر عينه عن بعض المسؤولين السعوديين ان استياء المملكة فاق اي استياء سابق، لا سيما وان الامر تزامن مع معلومات عن تدريبات يجريها حزب الله لعناصر حوثية بمعسكرات في البقاع والجنوب.
وسئل: الا يفترض بالسعودية ان تضبط المستوردين عندها، قبل ان تتخذ اجراءات بحق لبنان، اجاب المصدر: المملكة تعتبر ان موضوع المخدرات اساسي ولا مساومة حوله كونه يمس بالامن المجتمعي الداخلي.
وماذا عن وقوف تجار سوريين وراء الشحنة؟ قلل المصدر من اهمية هذه المعلومة، قال: بغض النظر عن صحتها وهوية صاحب الشركة والسائق، فان الشاحنة التي تم ضبطها عبرت الحدود اللبنانية الشرعية – وتحديدا معبر المصنع- اي انها مرت على العديد من الاجهزة اللبنانية.
وختم المصدر مشددا على ان الجانب السعودي يريد اجراءات تظهر نتائجها خلال فترة قصيرة جدا، ولن يقبل بعد اليوم ببيانات واستنكار واعتذار.