تفاجأ أبناء لاسا بيافطة وُضِعت على قارعة الطريق العام في منطقة لاسا تحمل صورة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكتب عليها عبارة “المسيح” نصير المستضعفين. ولاقى الخبر بعد نشره على وسائل التواصل الاجتماعي اعتراضاً من قبل شريحة كبيرة من اللبنانيين، الذين وجدوا فيها استفزازا لمشاعر المسيحيين، خاصة وان المنطقة عانت ولا زالت من التعديات على الأرض أحياناً وعلى الأفراد أحياناً أخرى، ولم تصل اللجنة التي تشكلت بغية معالجة المشاكل “العقارية” بين أبناء المنطقة الواحدة الى حل النزاع “التاريخي” المتمثل بتعدي فئة من أبناء المنطقة على عقارات الكنيسة المارونية من دون وجه حق. فهل من حلّ لهذه المعضلة؟
النائب السابق فارس سعيد قال: “الرزق السايب بيعلم الناس الحرام. إذ كان من المفترض ان يعرف الشعب اللبناني، منذ زمن، عندما طُرِح الموضوع العقاري في لاسا، ان ما يحصل يتعدى منطقة لاسا ليشمل كل لبنان والمنطقة. هناك مشروع غلبة يتجاوز مشروع السلاح، له علاقة ايضاً بغلبة ثقافية وحول اسلوب العيش وهذه اخطر من السلب او التعدي على العقار وحتى اخطر من الانهيار المالي والاقتصادي. عندما يعتبر فريق ان لديه القدرة وبدون منازع ان يفرض اسلوب عيشه وثقافته ومعتقداته وطقوسه الدينية على الآخرين، يصبح الموضوع بخطورة تتجاوز المادة”.
ولفت سعيد الى “ان اللجنة التي تشكلت لم تقم بأي خطوة جديدة”، مشيراً الى “ان لا احد لديه القدرة على القيام بأي شيء في هذا الموضوع، هذا مناخ عام يظهر في لاسا ولكنه موجود في المناطق اللبنانية كلها. وليس هناك من حل سياسي او حلول تقنية او ادارية او اجراءات تُتخذ امام ازمة سياسية كبرى”.
واعتبر “ان اخطر ما في الامر، هو ما قلناه في بيان “لقاء سيدة الجبل” امس، ان سقطت الحدود بين لبنان وسوريا، وسوريا والعراق، والعراق وايران، بحيث اصبحنا وحدة سكنية واحدة في ايديولوجيا واحدة تتحكم بنا جيوش ضعيفة الى جانبها ميليشيات مُقرِرة: حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والميليشيات في سوريا وايضا الحرس الثوري في ايران. هذه الوحدة المتماسكة انهارت فيها العملة الوطنية في البلدان الاربعة، وتواجه ازمة مالية وازمة عزلة في المنطقة، وازمة مواجهة مع المجتمع الدولي، وبالتالي، ما لم تنجح الاندفاعات العربية خلال القرن الماضي بضم لبنان اليها – فأين أصبح الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد عندما تحدث عن شعب واحد في بلدين – نجح نسبياً ومرحلياً الحرس الثوري الايراني بأنه وضع لبنان في نظام المصلحة الايرانية في المنطقة وسلخه عن واقعه العربي. الى هذه الدرجة المشكلة كبيرة، والى هذه الدرجة تحتاج الامور الى دراية والى هذه الدرجة التبسيط في مواجهة هذا الموضوع كأن يخبرنا أحدهم عن انتخابات وغيره يخبرنا عن امر آخر، لا يوصلنا الى اي مكان”.
وعما اذا كانت لاسا تستخدم لتوجيه رسائل حينما يريد “حزب الله” الضغط على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، اذ يتكرر هذا الأمر اليوم بعد رفع باسيل سقفه حول ملف ترسيم الحدود، برسالة في عقر منطقته المسيحية، أجاب سعيد: “هناك تخبط في كيفية مقاربة الموضوع من قبل التيار الوطني الحر، من جهة هم داعمون لحزب الله من خلال تفاهم مار مخايل، ومن جهة اخرى يحاولون تحسين شروط مفاوضاتهم مع الولايات المتحدة، وبالتالي هم يتأرجحون بين نارين، اذا اقتربوا كثيرا نحو منطق الولايات المتحدة تتم مواجهتهم من قبل حزب الله، واذا اقتربوا كثيرا من منطق حزب الله يخضعون للعقوبات الاميركية”.