كتب مايز عبيد في نداء الوطن:
أثار العثور على بعض الجراد في مناطق شمالية حالة من الهلع لدى الأهالي والمزارعين على السواء، وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي صوراً لحشرات الجراد على شرفات المنازل أو جوانب الطرقات والأراضي، في طرابلس والمنية والضنية وعكّار، وكذلك في سهل مرجحين، المنطقة الفاصلة بين عكار والهرمل.
أما الحديث عن غزو الجراد للمناطق الشمالية لا سيما في عكّار والمنية والضنية؛ فتعتبره بلديات تلك المناطق أمراً مبالغاً فيه؛ فعند القول إنّ أسراب الجراد تغزو منطقة ما فهذا يعني أنها توجد بالملايين وفي كل مكان؛ بينما ما شوهد منها لا يعدو أكثر من مجموعات قليلة شذّت عن أسرابها المهاجرة؛ بالإضافة إلى أنّ قيادة الجيش اللبناني تعمل على رشّ المناطق الحرجية التي صودفت فيها، بينما تبدي وزارة الزراعة للبلديات جهوزيتها الكاملة للتعامل مع أي ظهور كثيف للجراد في أي منطقة.
شاهد بعض المواطنين الجراد في المناطق الجردية وبأعداد قليلة جداً في المناطق الداخلية. وما صودف من جراد في “حلسبان- القبيات” لم يكن أكثر من سربين مهاجرين خفيفين، بحسب ما أكد لـ”نداء الوطن” رئيس بلدية القبيات ورئيس إتحاد عكّار الشمالي عبدو عبدو. ويرى مهندسون زراعيون أنّ “الهواء الغربي في المنطقة لا يساعد هذه الأسراب على الإنتشار في لبنان والإستيطان فيه، وبالتالي لا داعي لهذا الهلع وكان من الممكن أن يكون هذا التخوّف لدى الأهالي وحالة الهلع في مكانها، لو أنّ اتجاه الهواء شرقي، عندها كانت الأمور ستأخذ منحى آخر”.
عبدو كشف أن “ما شوهد من جراد في حلسبان القبيات ومناطق جردية أخرى “جاء من جهة البقاع إلى الشنبوق – وادي حلسبان في جرد القبيات، ومصدرها سوريا”.
أضاف: “كان هناك سربان مهاجران وبسبب المسافات وقع البعض منها هنا أو هناك، ولكن لا يمكن أن نتحدّث عن غزو الجراد للمنطقة؛ فهذا لم يحصل”.
وشدّد على أنّه “ومن لحظة علمه بالأمر يوم الأحد تواصل مع محافظ عكار ورئيس مصلحة الزراعة في عكّار مشكورين، حيث تمّ تأمين 200 ليتر من المبيدات للرشّ في الأحياء السكنية، وهي كمّية تكفي عكّار 3 مرات. هذا بالإضافة إلى أنّ قيادة الجيش تتولّى رشّ الأحراج والأراضي، وهي على جهوزية تامة للتعاون في أي منطقة قد يظهر فيها الجراد”.
وتابع عبدو: “استلمت الكمّيات من حصرايل- جبيل ليلاً وقمنا بوضع 50 ليتراً في بلدية القبيات و 150 ليتراً في مصلحة الزراعة في العبدة. تواصلنا مع باقي البلديات في عكّار وأعلمناها بوجود المبيدات، فأي بلدية تجد الحاجة لها لتتواصل إمّا معنا أو مع المركز الزراعي في العبدة.. وفي اليوم التالي أجريت مروحة إتصالات مع كل الإتحادات العكّارية والكلّ أكّد أن لا وجود للجراد في نطاق قراهم وبلداتهم، وأنا أؤكد أن لا وجود لها الآن في القبيات أيضاً، هذه كانت أسراب مهاجرة ومرت مرور الطريق”.
وكان رئيس مصلحة الزراعة في عكّار قد طمأن الأهالي والمزارعين الخائفين، إلى أن “لا جراد في عكّار بل بعض أسراب مهاجرة أتت باتجاه مناطق الجرود في عكّار وغادرتها؛ وما شوهد منها تمّ القضاء عليه، وفي هذا الصدد فإنّ وزارة الزراعة بشخص الوزير والمدير العام لبّت النداء وقدّمت لنا المبيدات اللازمة، والأمور تحت السيطرة في هذا المجال ولا داعي للهلع”.