IMLebanon

محفوض من بيت الوسط: العهد انتهى والناس انتهوا

استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في “بيت الوسط” رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض، الذي قال بعد اللقاء: “التقيت اليوم الرئيس الحريري في إطار الجولة التي أجريها لتسليم المذكرة الأممية التي وضعته في مجمل تفاصيلها. كنت أتمنى أن أخرج من لقائي بالرئيس المكلف وأبشر اللبنانيين بأن الأجواء جيدة، ولكني للأسف أقول لكم أن الجو سوداوي وهذا الانزلاق الخطير الذي بدأ، يبدو أنه مستمر، والخوف اليوم أن تتفلت الأمور كما كان يحصل في السنوات السابقة. كنا نتمنى أن تحصل الاستحقاقات الدستورية في لبنان “على البارد وليس على الساخن”.”

واضاف: “الاحتلال السوري خرج لحظة اغتيال رفيق الحريري، ولا نتمنى الآن أن يحصل لا اغتيال، ولا انفجار، ولا 7 أيار أو 7 آب جديدين، لكن للأسف، فإن المتعاطين والمتولين للشأن العام في لبنان يحملون كذبة كبيرة. وقد سألت اليوم الرئيس الحريري: هل تستطيع أن تشرح لي ماذا تعني “حقوق المسيحيين”؟ أنا اللبناني المسيحي الماروني أسأل كل من ألتقي به: ماذا تعني “حقوق المسيحيين”؟ بكل وضوح، مدعو الدفاع عن حقوق المسيحيين حتى اليوم لم يُنزلوا بالمسيحيين إلا الويلات والمشاكل والفقر والعوز و”الشحار والتعتير”، وحوّلوا بعض المسيحيين لأن يقفوا يشحذون التأشيرات على أبوب السفارات. حقوق المسيحيين هذه باتت نغمة وأسطوانة أسمعها منذ فترة من تيار محدد، وأستطرد لأقول: إذا سمّى اليوم سعد الحريري خمسة أو ستة وزراء مسيحيين مستقلين من أصحاب الاختصاص والنظافة، ضميرهم مرتاح واختبرناهم في الحكومة وأنجزوا، وإذا سمّى الرئيس ميشال عون الوزراء المسلمين وكانوا جيدين ومناقبيين ونظيفي الكف وضميرهم مرتاح، ألا نكون قد أنجزنا أمورا مهمة على المستوى الوطني أم نكون خربنا الوضع؟”.

واعتبر محفوض أنه “ليس هناك ما يسمى “حقوق السنّة” أو “حقوق الشيعة” أو “حقوق الدروز” أو “حقوق الموارنة”، بل هناك “حقوق المواطنين اللبنانيين”، فما الذي ينفعني إن سمّى رئيس الجمهورية وزراء وموظفين وإداريين ولا يكونوا على مستوى المسؤولية؟ على ماذا يحصل المسيحيون من حقوق في هذه الحالة؟ كذلك بالنسبة لبقية الطوائف. بالطبع، أعتقد أن الرئيس المكلف لم ييأس بعد من جولاته التي يجريها، وفي حال حصل شيء ما في لحظة ما وشُكلت حكومة، فاعلموا أنها ستكون حكومة إنقاذ وليست حكومة حصص ولا تسويات، والأهم أنها ليست حكومة تحضّر لانتخابات رئاسة الجمهورية.”

واشار الى أنه “لم يؤذ أحد المسيحيين في لبنان، وتحديدا الموارنة، إلا الطامعين بالوصول إلى رئاسة الجمهورية. أربعون سنة من الحروب والدمار، حرب إلغاء وحرب تحرير وكلام وخطابات وشعارات حتى وصلنا لرئاسة الجمهورية، واليوم أربع سنوات ونحن في الجحيم. نحن اليوم في ظل هذا العهد وصلنا لأن نقول هذا “عهد تفل وليس عهد عسل”. لا يمكنك أن تكابر بعد الآن وتقول للناس: سأريكم غدا ماذا أفعل. العهد انتهى والناس انتهوا، أقفلت المؤسسات، وفعلوا ما يريدون، ضربوا أهم قطاعات في لبنان: المصرف، المستشفى والجامعة، وأعني بذلك الخدمات. ماذا بقي من لبنان؟ حتى في القطاع الزراعي، أحدثوا فضيحة كبرى، والأذى لم يُلحق بالمهربين ولا بالمستفيدين، بل بكل لبناني سيضع رأسه في الأرض أينما ذهب في العالم لأننا بتنا في “بلد الكبتاغون”. هكذا بات اسمنا في الخارج، بعدما كنا بلدا مصدرا للإرهابيين والمنظمات الإرهابية، واليوم، بتنا بلدا يصدر الكبتاغون. لا يتذاكوا على الناس ويقولوا نحن لسنا في موسم الرمان، هذه الشحنة مرّت عبر الحدود، وهنا أود أن أكشف أن الفضل في كشف هذه الفضيحة يعود للأجهزة الأمنية اللبنانية التي أبلغت المعنيين، لذلك أقول أننا لا زلنا بألف خير ولا زالت لدينا مؤسسات تعمل، لكن للأسف هناك من يسخّر هذه المؤسسات لمآربه الشخصية”.