جاء في المركزية:
لا تلوح في افق الازمة اللبنانية المتشعبة الاوجه اي بوادر حل حتى الان على رغم المساعي المبذولة من اكثر من دولة وطرف محلي وخارجي لا بل هي ماضية في تدحرجها المفتوح على شتى الاحتمالات السياسية والمالية والمعيشية ما يؤشر الى صعوبة المرحلة المقبلة وخطورتها خصوصا بعد رفع الدعم عن المواد الاساسية من محروقات وادوية وسلع غذائية بدأت في النفاد من الاسواق والمحال التجارية ويتقاتل المواطنون للحصول عليها .
الا انه ورغم هذه الضبابية التي تتسم بها الساحة السياسية ثمة من يتحدث عن مؤشرات ايجابية تتظهر معالمها من عين التينة وبكركي والمساعي المبذولة من قبلهما لتفكيك عقد تشكيل الحكومة، حتى ان بعضهم يذهب الى ابعد من ذلك ويعلق الامال على المفاوضات السعودية –الايرانية التي تستأنف خلال أيام في العراق وبوساطة من رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي والتي لابد أن تتناول الملف اللبناني وتعبّد الطريق امام تشكيل الحكومة المنتظرة .
الا ان أوساطا عربية مواكبة لمسار التطورات في المنطقة تذكر هنا بموقف الرئيس نبيه بري الداعي الى عدم الرهان على الخارج واعتباره ان اسباب الازمة من “عندياتنا” لافتة الى ان المفاوضات السعودية – الايرانية تركز على حل المعضلة اليمنية كون استمرارها يضر بالبلدين وهي لن تتناول الازمة اللبنانية الا لماما كونها غير مدرجة على جدول الاعمال، مع التأكيد ان لبنان ليس للمقايضة، وان الغالبية من اللبنانيين لا تؤيد حزب الله وتتطلع الى تشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الاحزاب وفق مواصفات المبادرة الفرنسية وهي تتخوف من تداعيات ما يجري في الاقليم سيما ان لبنان مغيب عن محادثاتها واحلافها السياسية والاقتصادية التي تبرز الى العلن بين فترة واخرى.
يذكر ان ثمة توجسا من هذه المستجدات المتسارعة حتى لدى حزب الله غير المرتاح وفق مصادر مقربة منه الى المحادثات السعودية -الايرانية ونتائجها لانها قد تتخطاه وتفقده العديد من الاوراق التي يملكها بقوة سلاحه وتواجده سواء في اليمن والعراق أو لبنان .